"أوقف أحد أفلامه بسبب مستحقات العمال".. مواقف من حياة رشدى أباظة
تحل هذه الأيام ذكرى رحيل الدنجوان رشدي أباظة، وفي كتابه "الدنجوان.. رشدي أباظة أسطورة الأبيض والأسود" يحكي الكاتب الصحفي أحمد السماحي العديد من المواقف عن الفتى الأباظي.
وفاة والده
في اليوم المحدد لتصويره فيلم "كلمة شرف" في سجن "ليمان طرة" علم "رشدي" أن والده أصيب بفيروس إنفلونزا تطور إلى التهاب رئوي، فاتصل بالبيت للاطمئنان عليه فأخبروه بأن صحته تتدهور بسرعة، فأجاب بأنه سوف يذهب إلى السجن لتصوير مشاهده في فيلم "كلمة شرف" وسيعود إلى بيت والده ببذلة لواء الشرطة حتى يراه ويتذكر أيام شبابه، ولكن والده أسلم الروح إلى خالقها في السابعة مساء وسط نحيب زوجته وبناته ونادية لطفي وسامية جمال، وبعد ساعة واحدة حضر الابن بـ"بذلة اللواء" فعلم أن الأب توفى فانهمرت الدموع من عينيه ودخل حجرته وأغلق الباب خلفه وجلس بجواره دقائق ثم خرج واحتوى بذراعيه زوجة أبيه وأخواته وهو يذرف دمًا على رحيل الأب.
أول بطولة مع شقيقه
في نفس العام حصل فكري أباظة على الثانوية العامة، والتحق بمعهد الفنون المسرحية، وفي عام 1973، قام رشدي ببطولة 4 أفلام: الرغبة والضياع، أبناء للبيع، حكايتي مع الزمان، ثم البنات لازم تتجوز، والذي جمعه لأول مرة مع شقيقه فكري في أول أعماله الفنية، وفي عام 1974، قدم بطولة فيلم "أين عقلي" للمخرج عاطف سالم وبطولة سعاد حسني والنجم الصاعد- وقتها- محمود ياسين.
ملك العمال
كان رشدي يختلف عن كل النجوم في تعامله مع العمال والفنيين، حيث كان يقف بجوارهم ويؤمن بدورهم الحيوي في العمل السينمائي؛ حتى أطلق عليه الوسط الفني لقب "ملك العمال" فكثيرًا ما كان يقف بجوارهم دفاعًا عن حقوقهم الضائعة، حتى إنه رفض استكمال التصوير في أحد أفلامه بسبب عدم صرف المنتج مستحقات عمال البلاتوه.
العودة إلى الكوميديا
في عام 1975 قام الدنجوان ببطولة 5 أفلام هي: يا رب توبة، يوم الأحد الدامي، حبي الأول والأخير، أبدًا لن أعود، وشباب هذه الأيام، وفي نفس العام قرر صلاح ذو الفقار إنتاج فيلم "أريد حلًا" للكاتبة حسن شاه والمخرج سعيد مرزوق، ورشح لبطولته فاتن حمامة ورشدي أباظة، والذي أبدى إعجابه الشديد بالسيناريو، رغم أن دوره يفيض شرًا تجاه البطلة المحبوبة فاتن حمامة، وعلق يومها على ذلك بقوله: "أشعر بالسعادة عندما يكرهني الجمهور.. مثلما أشعر بنفس السعادة عندما يحبونني؛ لأنني في الحالتين أكون قد نجحت في أداء الدور".
طلب إسناد الدور لممثل غير شقيقه
وفي هذا الفيلم كان من المقرر أن يقوم فكري أباظة بدور الحبيب الذي تلجأ إليه البطلة بعد هروبها من قسوة وعنف زوجها رشدي، وعندما علم البطل بذلك ثار وطلب إسناد الدور لممثل آخر، ورغم غضب فكري فإن أخاه أوضح له الأمر بقوله: "إن المشاهد سيفقد المصداقية في الفيلم، فكيف تقع البطلة في حب شاب آخر غير زوجها هو شقيقه في الواقع".. فامتنع فكري وأدرك بعد ذلك أن "رشدي" كان على حق.
وكان للمخرج محمد عبد العزيز الفضل في إعادة "رشدي" إلى أفلام الكوميديا بفيلمه "عالم عيال.. عيال" إنتاج سميرة أحمد، والتي أسندت مهمة إدارة الإنتاج للدنجوان بهدف الاستفادة من خبرته السينمائية الكبيرة ونجح الفلم إنتاجيًا وفنيًا، مما دفع الفنانة ماجدة الخطيب إلى إنتاج فيلم "توحيدة" وإسناد البطولة إلى فريد شوقي ورشدي أباظة ونور الشريف، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا.