هيئة الاستشعار: ننفذ مشروعًا لدراسة توزيع البعوض الناقل للأمراض
أكد الدكتور إسلام أبوالمجد، رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، أهمية دور تكنولوجيا الاستشعار في تحديد أماكن توزيع وانتشار ناقلات الأمراض مثل البعوض، وتحديد الأماكن والتجمعات السكانية التي تتعرض لها وربطها بالمنظومة الصحية من حيث المكافحة.
وقال الدكتور أبوالمجد، اليوم الجمعة، إن الهيئة تنفذ حاليًا مشروعًا بالتعاون مع جامعة عين شمس لدراسة ناقلات الأمراض في منطقة البحر الأحمر والغردقة، بعنوان "تأثير التغير المناخي على توزيع بعوض Aedes الناقل للأمراض".
وأضاف أن هذا النوع من البعوض يتسبب في نقل الفيروسات المسببة لمرض "حمى الدينج" و"حمى الوادي المتصدع"، موضحًا أن الهيئة تقوم من خلال هذا المشروع بدورها في إنتاج خرائط لبيئات توالد البعوض، وتحديد أنواع اليرقات الأكثر انتشارًا، وتصميم نماذج" كارتوجرافية" مبتكرة قابلة للتطبيق لتوقع وتحديد أماكن تواجد وتوالد وانتشار البعوض.
وأوضح رئيس الهيئة أنه من خلال تطبيقات الاستشعار من البعد يتم تقييم الخطر البيئي لدعم متخذي القرار في مجال الصحة العامة من خلال تحديد الأماكن الأكثر عرضة لتوالد البعوض، وبالتالي انتشار الأمراض مثل (حمى الدينج الفلاريا، الملاريا، حمى الوادي المتصدع وغيرها) لتسهيل عمليات المكافحة.
وأكد الدكتور إسلام أبوالمجد أن الهيئة تقوم بالعديد من الدراسات في هذا المجال، حيث قامت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في دراسة أمراض الملاريا والبعوض الناقل لها في اليمن، وتمت دراسة البؤر التي يمكن أن تكون بؤرًا نشطة لنمو أجناس البعوض التي تحمل مرض الملاريا.
وأضاف أنه من خلال تلك الدراسة تم كذلك تحديد الرطوبة ودرجة الحرارة والمياه والغطاء الأرضي والنباتات والمعاملات البيئة التي يمكن أن تساعد في نمو واحتضان الأجناس الخاصة بنقل مرض الملاريا.
وأوضح رئيس الهيئة أن تلك الدراسة تستكمل بوضع مخطط استراتيجي يمكن أن يساعد وزارة الصحة، أو منظمة الصحة العالمية في مكافحة البؤر التي يمكن أن تساعد في نشاط ونمو الحشرات الناقلة للأمراض، كما يمكن أن تساعد جغرافيا في تحديد الأماكن والتجمعات السكانية التي تتعرض للبعوض الناقل للأمراض وربطها بالمنظومة الصحية من حيث المكافحة سواء بتقديم أدوات طبية أو أدوات مكافحة.
وسلط الضوء على الدراسة الثانية التي أجرتها الهيئة في دولة السودان، خاصة،أن السودان تعتبر أيضًا من الدول المعرفة دوليا من منظمة الصحة بالملاريا، مشيرًا إلى أنه تم إعداد دراسة جغرافية وإقامة منظومة لتوزيع الخدمات الطبية لأماكن تجمع حاملات مرض الملاريا والبعوض ومكافحة الأماكن التي يمكن أن تكون مصدرًا لانتشار المرض ومساعدة التجمعات السكانية والمدن والقرى والنجوع لمكافحة البعوض.
وأوضح الدكتور إسلام أبوالمجد أنه يمكن أن يتم ذلك من خلال نظام كمبيوتر متكامل على شاشة بمنظمة الصحة يمكن من خلالها متابعة عناصر الإصابة، وعدد الإصابات، وكيفية مكافحة الإصابات، وأقرب وحدة صحية، والأدوات التي يمكن أن تساعد في بناء ومساعدة المجتمع في مكافحة ناقلات المرض.
وكان الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قد وجه المراكز والمعاهد البحثية بأن تكون الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع في جميع المجالات خاصة، مجالات الصحة والأمراض تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة للدولة (رؤية مصر ٢٠٣٠).