هل تتسبب مادة "الأسبرتام" في الإصابة بمرض السرطان؟
قلق كبير انتشر بخصوص مادة "الأسبرتام" مؤخرًا، وذلك بسبب ما أعلن عن تسببها في الإصابة بمرض السرطان، ورأي منظمة الصحة العالمية حولها.
إذ أجريت في السنوات الأخيرة العديد من الأبحاث التي تهدف إلى التأكد من صحة هذه الاحتمالات بشأن المادة من عدمها.
رأي منظمة الصحة العالمية
خلصت النتائج إلى إدراج منظمة الصحة العالمية المادة ضمن المسببات المحتملة بالفعل للسرطان باعتبارها من المحليات الصناعية المضرة جدًا، والتي تؤدي لإصابة الجسم به عند الإفراط فيها.
ما هي “الأسبرتام”؟
"الأسبرتام" هو مُحلي صناعي "كيميائي" يستخدم على نطاق واسع في العديد من منتجات الأطعمة، والمشروبات منذ الثمانينيات بما في ذلك مشروبات "الدايت" واللبان، وكذلك الجيلاتين والآيس كريم ومنتجات الألبان مثل الزبادي وحبوب الإفطار ومعجون الأسنان والأدوية مثل قطرات السعال والفيتامينات.
خبيرة تغذية: ليس السرطان فقط بل تسبب شلل في العصب السابع
من جهتها أوضحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري التغذية والمناعة، أن مادة "الأسبرتام" أجري حولها العديد من الأبحاث منذ فترات طويلة والتي رجحت تسببها في الإصابة بمرض السرطان مشيرة إلى تواجد هذه المادة في عدد من المواد الغذائية مثل المياه الغذائية "الدايت"، وبعض أنواع المربات وغيرها من المحليات غير السكرية والتي يلجأ إليها البعض في اتباعهم نظام الحمية الغذائية.
وتابعت أن العديد من الأطباء أعلنوا كذلك أن تلك المادة ليست مسئولة فقط عن الإصابة بمرض السرطان، بل أنها تتسبب أيضًا في الإصابة بمرض الشلل في العصب السابع مشيرة إلى أن تأثير مادة "الأسبرتام" هو تأثير تراكمي وليس متولدًا عن تناولها الفوري.
ونصحت خبيرة التغذية المواطنين بعدم تناول المواد الغذائية "الدايت" والتي تتضمن محتوياتها "الأسبرتام"، واستبدال تلك المواد في هدف التحلية بكميات قليلة من العسل الأبيض الموثوق في مصدره.
يذكر أنه وعلى الرغم من إدراج منظمة الصحة العالمية مادة "الأسبرتام" ضمن المسببات المحتملة للسرطان باعتبارها من المحليات الصناعية المضرة جدًا، والتي تؤدي لإصابة الجسم به عند الإفراط فيها إلا أنها أوضحت أنها في الوقت ذاته آمنة عند استخدامها بالكميات المصرح بها يوميًا.
واحد كل 6 أشخاص يقتله السرطان
ويعد السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، ففي كل عام، يموت شخص واحد من كل 6 أشخاص بسبب هذا المرض.
وكانت قد أكدت لجنة الخبراء المشتركة بين الوكالات (JECFA) على المدخول اليومي المقبول من مادة "الاسبرتام"، وهو البالغ م 40 مجم/كجم من وزن الجسم.
في الوقت نفسه أوضحت لجنة الخبراء أن البيانات التي تم تقييمها مؤخرًا لا تشير إلى سبب كافٍ لتغيير هذا المدخول اليومي المقبول المحدد مسبقًا "وهو من "0-40 مجم / كجم من وزن الجسم للأسبارتام"، لذلك أكدت مجددًا أنه من الآمن أن يستهلك الشخص في حدود ذلك الحد في اليوم، على سبيل المثال، مع علبة مشروب غازي للحمية تحتوي على 200 أو 300 مجم من الأسبارتام.
جدير بالذكر أن الشخص البالغ الذي يزن 70 كجم يحتاج إلى استهلاك أكثر من 9-14 علبة يوميًا لتتجاوز الكمية اليومية المقبولة، بافتراض عدم تناول أي كمية أخرى من مصادر الغذاء الأخرى.
وبالتوازي مع إعلان منظمة الصحة العالمية ستواصل الوكالة الدولية لبحوث السرطان ومنظمة الصحة العالمية رصد الأدلة الجديدة وتشجيع مجموعات البحث المستقلة على تطوير مزيد من الدراسات حول الارتباط المحتمل بين التعرض للأسبارتام والآثار الصحية للمستهلك.