هتقرأ إيه في العيد؟.. دور النشر تستقبل عيد الأضحى بإصدارات جديدة
طرحت العديد من دور النشر كتب جديدة وذلك بالتزامن مع إجازة عيد الأضحى المبارك المقرر أن تستمر ابتداء من يوم الثلاثاء الموافق 27 يونيو الجاري وحتى الإثنين 3 يوليو، على أن يُستأنف العمل صباح يوم الثلاثاء 4 يوليو المقبل.
وخلال السطور التالية؛ نستعرض أبرز الإصدارات المطروحة حديثا في موسم عيد الأضحى:
البداية مع الدار المصرية اللبنانية؛ أصدرت رواية جديدة للكاتب أشرف العشماوي بعنوان "السرعة القصوى صفر"، تحكي قصة أسرة مصرية عاشت في حي جاردن سيتي بالقاهرة قبل ثورة يوليو بسنوات طويلة وعانت بعدها أعوامًا كثيرة، أحداث غريبة وشخصيات مُركبة تشابكت مصائرها حتى النهاية، وما بين الحقيقة والخيال يسرد العشماوي خيوط الحكاية وينسج فصولها على مهل، يروي لنا قصص الطفولة والغرام والمغامرة والهروب والجريمة والمؤامرة وصراعات السياسة مع السُّلطة الدينية على مقعد وحيد من خلال تصوير دقيق لمجتمع غربت شمسه منذ سنوات بعيدة لكن دفئها لم يبرد بعد.
ومن المقرر أن تصدر طبعات جديدة لأبرز أعمال الأديب إحسان عبد القدوس، ومنها: أنا حرة (رواية)، عقلي وقلبي (قصص)، صانع الحب (قصص)، ونسيت أني امرأة "رواية"، العذراء والشعر الأبيض (قصص)، الوسادة الخالية (قصص)، في بيتنا رجل (رواية)، فضلا عن طبعات جديدة من عدة أعمال ومنها: رواية "تنذكر ما تنعاد" لميرنا الهلباوي، كتاب "رحلاتي مع أوبر.. 22 رحلة حول العالم" لفادي زويل، رواية "أحلام ممنوعة" لنور عبد المجيد، رواية "البارمان" لأشرف العشماوي، الترجمة العربية من كتاب "راهن على نفسك" تأليف آن هيات، رئيسة الشئون التنفيذية السابقة في جوجل، وترجمة ولاء كمال، مذكرات مصطفى الفقي بعنوان "الرواية.. رحلة الزمان والمكان".
"نشيج الدودوك"
أصدرت دار الشروق للنشر والتوزيع، الطبعة المصرية من السيرة الروائية "نشيج الدودوك" للكاتب الروائي الأردني جلال برجس، ويقول عنها: مثلما صرت عازف عود من دون نية مسبقة، صرت كاتبا. ثمة محطات في الحياة تصبح أجمل حين نصلها من غير تخطيط مسبق. في بادئ الأمر نتعجب مما يجري، كمن وجد نفسه في مكان غريب عنه، ثم حين يتذكر أنه كان يمارس المشي، وجاءت به قدماه إليه؛ فشعر أن هذا مكانه، استوطنه. نعم، لقد صارت لي الكتابة وطنا موازيا، إن توقفت من بنائه سيموت؛ فأموت. الكتابة وطن لن يكتمل رغم كل البيوت التي بنيناها على أرض الورق. إن كتبت عن شجرة، فإني أشير إلى بلدي، وإن كتبت على السماء فإني أقصد روحي، وإن كتبت عن البيت، والطريق، والناس، والبحار، والأنهار ، وحتى عن الذي لم يأت بعد؛ فإني أكتب عني.
وصدر حديثا عن دار الشروق أيضا، رواية "باب الوادي" للروائي أحمد طيباوي، يرسم فيها لوحة بانورامية يضفر فيها قصة حياة بطلة ورحلة بحثه عن هويته مع تطور الجزائر ورحلة البلاد في بحثها عن ذاتها.
عبر لغة عذبة لا تخلو من حساسية شعرية، يقدم الروائي تشريحًا فريدًا يطرح هموم جيل جديد ورث صراعات الماضي، ويرسم صورة بطل ممزق يسعى لتجاوز حياة مزيفة؛ باحثًا عن ولادة أخرى.
حروف وحركات وحيوانات
كما صدر عن الشروق، كتاب الأطفال الجديد "حروف وحركات وحيوانات" للمؤلفة هديل غنيم، ورسومات علي الزيني.
وينمي الكتاب مهارات القراءة لدى الأولاد والبنات من خلال عرض مميز وجديد للأبجدية العربية، والتعريف بالحروف في كلمات وجمل سهلة وبسيطة وجذابة يمكن قراءتها بالعربية الفصحى وكذلك بالعامية في نفس الوقت، ويعمل على تدريب الأذن على الموسيقى اللفظية بين كل جملة وأخرى، بمصاحبة رسومات ممتعة بألوان زاهية تجذب الحس الفني لدى الصغار وتنميه وتربط بينه وبين الحروف بكل سهولة ويسر.
بالنسبة لدار العين للنشر؛ أصدرت الطبعة الثانية من رواية "أيام لا تنسى" للكاتب الدكتور كمال رحيم، تدور أحداثها فى الريف من خلال صوت الراوى، وهو حفيد أحد هؤلاء العمد، الذى يقص ما كان يقع أمامه فى هذا الزمن ويثير دهشته، من هالة التقديس التى أحاطت بجده العمدة، وحكايات النسوة عنه وعما يقع فى القرية من أحداث، وخلافات هذا الجد مع شقيقه الشيخ عبد اللطيف العالم الأزهرى فالت الزمام، إضافة إلى تجاسر العمدة على الحكومة وتحديه لها عندما أقصته عن العمدية بعد ثورة 1952، وصدمة الراوى ذاته وذهوله عند موت جدته وهو طفل صغير، جدته التى ماتت أمام عينيه وهو لم يكن يعرف وقتها ما هو الموت، ولم يكن سمع بهذه الكلمة من قبل.
اليهود في العالم العربي
فضلا عن كتاب "اليهود في العالم العربي" للدكتورة زبيدة محمد عطا، يتناول وضع اليهود في العالم العربي والإسلامي في فترة العصور الوسطى التي تبدأ من الفتح الإسلامي إلى قدوم العثمانيين، وكان واقع كتابته ما كتبه المُؤرِّخ مارك كوهين أن تاريخ اليهود لم تتناوله إلا دراسات أكاديمية عربية محدودة، ورأيتُ أن أجعلَ الدراسةَ في شكلِ موسوعةٍ تشملُ كل ما يتصل بيهود العُصور الوُسطى من أصولِهم وصلتِهم ببيت المَقْدِس واندماجهم، بجانب تفنيد نظريَّات الاضطهاد التي لا زالت تحرِّك اليهودَ إلى العصر الحديث.
يتناولُ الكتابُ ثلاثةَ محاور؛ فكرة القوميَّة اعتمادًا على النَّقاء العِرْقيّ والدِّينيّ وتمَّ تفنيد هذه النظرية من واقع التَّوْرَاةِ والأدلَّةِ التاريخيَّة، ثم صِلَتهم بالإسلام والدُّوَل التي دخلت في دائرتهِ في القرون الثلاثة الأولى، ثم الاندماج حيثُ ناقشَ الكتابُ سؤالًا مُهمًّا: هل عاشَ اليهودُ في جيتو سَكَنى وإنساني واقتصادي؟ وأثبتت الدراسةُ عدمَ صحَّةِ هذا الادِّعاء، ثم الاتجاه لبيت المَقْدِس حيثُ عرضَ الكتابُ التَّواجدَ اليهوديَّ في فلسطين من واقعِ المصدرَيْن: الإسلاميّ واليهوديّ، والذي أثبتَ من واقعِ الإحصاءاتِ أنَّهم أقليَّةٌ عبرَ الفتراتِ الزمنيَّة المختلفة.
وصدور الطبعة الثانية من رواية "عصور دانيال في مدينة الخيوط"، للكاتب أحمد عبداللطيف، وتدور أحداثها رواية في عالم متخيل، حول موظف في الأرشيف السري، ومن خلال هذا الأرشيف يتعرف البطل على ملفات سياسية ودبلوماسية وعلى حياة المواطنين. وتناقش العديد من القضايا منها الأذى الذي يتعرض له الكثير من الأطفال في المدارس الدينية.
وتقارب الرواية في العموم خيوط حول عالم شيَّده الكاتب لمدينة الدمى في إطار فانتازيا ينطلق من الواقع ويعود إليه، إلا أنها تُعنى، رغم ذلك، برصد مجموعة قضايا مجتمعية عميقة. ففي بداية الأحداث نطالع مشهد دُمى في الشرفات والنوافذ تنظر إلى مشهد دمى ذبيحة في الأسفل. هذا المسخ المُضاعف، أو الموت المزدوج، يضعنا في قلب الصدمة، ويفتح أعيننا على مدينة ترزح تحت عقوبة ثقيلة.
أما دار الكرمة للنشر والتوزيع ستصدر النسخة الإسبانية من رائعة عبد الرحيم كمال من روايته "أبناء حورة"، ومن أجواء الرواية نقرأ: هناك خيال عاقل، وخيال مجنون، وخيال يُحلِّق بين العالمين ليجمع الدهشة من كليهما، وإلى النوع الأخير تنتمي رواية عبد الرحيم كمال الجديدة "أبناء حورة".
"وإذا به يجد نفسه في غرفة بلا سطح، داخلها إوَزَّة بيضاء شديدة الجمال، كان هو وهي فقط في تلك الحجرة المشمسة، ولما أقبل نحوها مسرعًا بسكينه الحاد لم تجرِ، بل ظلت ساكنة حتى أمسك بها واحتضنها، وقبل أن يمرر سكينه على رقبتها همست بمنقارها: أحبك يا طاهر".
كتاب "يوم حنين.. قراءة تاريخية" للكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، ومن أجواء الكتاب: "لا تجد غزوة حنين نفس الاهتمام والاحتفاء اللذين تجدهما غزوتا بدر وأُحد مثلًا، على الرغم من أن لها ظروفًا خاصة وتختلف في طبيعتها وأهدافها عن كل ما سبقها من غزوات في صدر الإسلام".
ونتابع: "كانت حنين غزوة استباقية، فقد أراد النبي أن يستبق قبيلة هوازن التي قررت مساعدة ثقيف في الهجوم على مكة لضرب القوة الوليدة بها. كان فتح مكة يعني الالتحام بين يثرب ومكة وتحت قيادة النبي بما يهدد مكانة ونفوذ المناطق والقبائل الأخرى القريبة في جزيرة العرب، وكان هناك تنافس تاريخي بين مكة والطائف. وكانت الطائف مدينة زراعية متميزة، وكانت تجارية كذلك، يضاف إلى ذلك أن الطائف كان بها بيت للعبادة ينافس الكعبة، ويتردد عليه عرب الجزيرة، وكانت تمتلك علاقات تجارية ودينية مع اليمن القريبة منها، بما ضمن لها مكانة متميزة".
ونضيف من خلال الكتاب: "والآن بعد فتح مكة، ونجاح النبي في توحيد مكة ويثرب معًا، وارتفاع صوت المسلمين، فإن المستقبل للكعبة وزوارها، والوضع الاقتصادي والتجاري سوف يسير لصالح مكة والدين الجديد. وهكذا قرر أهل الطائف الاستعداد لغزو مكة، لضرب ذلك النموذج الجديد وتحطيم القوة الصاعدة".
كما تصدر طبعة جديدة من كتاب "الوجه الآخر للخلافة الإسلامية" لسليمان فياض، فضلا عن "صورة شخصية لزوجة شاعر" لمنى قطان، فهي سيرة ممتعة نرى من خلالها زمنًا ولَّى، تجمع بين بساطة ظاهرية وتجربة حياتية ثرية وعميقة.
رواية "عام العنقاء"
أما بالنسبة لمؤسسة بتانة الثقافية، أصدرت مؤخرا رواية "عام العنقاء" للكاتب محمد ذهني، ومما جاء في رواية "عام العنقاء" نقرأ: يمكنه أن يراهن أنها لم تلحظه مرة واحدة في ثلاثة أعوام، ما عدا تلك المرة التي كان الجو فيها يمطر بغزارة بينما هي في محطة الباص وطلبت منه أن يوصلها بسيارته الميني لسكن الطلبة.
وانعقد لسانه طوال الطريق وهي جالسة في كرسي الراكب الأمامي فلم يقل حتى كلمة اللهم إلا "عفوًا" عندما أوصلها لوجهتها. هذه الكلمة تمكنت من أن تقال بعلو ثلاثة أوكتاف. نظرت إليه كأنها تخبره أن يشاهد الكثير من المسلسلات الأسترالية الرخيصة ثم انحنت لتزيل أكياس البطاطس المقلية من نعل البوت الذي كانت ترتديه وترميهم بنعومة تحت مقعد الراكب الأمامي.
فضلا عن كتاب "حضور التقنية في العلوم الاجتماعية: المقاربات المنهجي في عصر ما بعد الإنسان" للدكتورة شحاتة صيام، ومن أجواء الكتاب نقرأ: تشكل التقنية، عبر مراحلها التاريخية، ثورة كبرى في مسارات الإنسان؛ إذ يتم من خلالها تحقيق إنجازات واسعة على المستويين الكمي والكيفي، وليس أدل على ذلك من حضور التكنولوجيا الذكية في كل نواحي الحياة المعيشة وجنباتها، ذلك الذي يجعلها جزءا أصيلا من البنية الوجودية.
وإذا كانت التقنية قد حظيت بمكانة طاغية في عصر الرقمنة فإنها ساهمت في تحويل الواقع إلى افتراضي، أو قل إلى موت الواقع وإزاحة الإنسان من مركز الصدارة في الكون، بل وتحويله إلى كائن تكنولوجي.
لقد بات للآلة حضور اجتماعي يجسد عملية التواصل بينها وبين الذات الإنسانية، الأمر الذي يجعل التصرفات البشرية في إطار هذا الحضور مسألة تكنولوجية بالأساس، فيكون الشعور والقدرة على الفهم وتقمص الشعور وفهم لغة الجسد من مسوغات التفاعل إطار المجتمعات الافتراضية.