البابا فرنسيس يستقبل أعضاء المجمع العام لرهبنة "خدام البارقليط"
استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم السبت في الفاتيكان أعضاء المجمع العام لرهبنة "خدام البارقليط"، لمناسبة انعقاده في روما.
وجه البابا كلمة لضيوفه استهلها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره للقائهم، قائلا إن مجمعهم العام يشكل مناسبة للحوار مع الروح القدس، هذا الحوار الذي يسمح لهم بالتجدد في قلبهم ورؤيتهم ومشاريعهم، كما يشكل أيضا فترة من التمييز الجماعي حول العلامات التي تبرز من خلال مسيرة الرهبنة وتاريخها.
بعدها أكد بابا الفاتيكان أن ضيوفه، وإذ تحركهم نعمة المجمع العام، يبحثون عن دروب جديدة من الرحمة والقرب، كي يتمموا بأمانة دعوتهم التي تضعهم إلى جانب الكهنة المحتاجين إلى المساعدة والخدمة.
وسلط البابا الضوء في هذا السياق على شعار رهبنة "خدام البارقليط" والذي هو "من أجل المسيح الكاهن"، وهذا الشعار يلخص جيداً دعوة الرهبنة الخاصة، التي وضعت نفسها في خدمة المسيح من خلال خدمة كهنته.
هذا ثم لفت فرنسيس إلى أنه في الوقت الراهن تتطلب هذه الخدمة المشاركة في مسيرة التنقية التي تعيشها الكنيسة الكاثوليكية اليوم نتيجة مأساة التعديات الجنسية على القاصرين. وذكّر البابا بما قاله خلال التأملات مع كهنة أبرشية روما في مارس من العام ٢٠١٩ عندما شدد على أن الخطية تشوهنا ونختبرها عندما نقع نحن، أو أحد أخوتنا الكهنة أو الأساقفة، في براثن الرذيلة والفساد وحتى الجريمة التي تدمر حياة الآخرين.
وأكد أنه في وضع كهذا، تتطلب خدمة البارقليط تكريس الذات لمرافقة بعض الأخوة الكهنة والمكرسين، مقدمين لكل واحد منهم مسيرة من الزهد والارتداد والتجدد الروحي والمسلكي.
وأضاف البابا أن ضيوفه يضعون أنفسهم، بروح ونمط السامري الصالح، إلى جانب هؤلاء الأخوة، متقاسمين معهم حياتهم وصولاتهم اليومية، ويُدخلونهم ضمن جماعة مصلية تساعدهم على إعادة اكتشاف تناغم الحياة الذي تهدده الأزمات الداخلية. وتوجه فرنسيس إلى الحاضرين داعياً إياهم إلى التعمق في روحانية الشفاء، انطلاقا من ضرورة العمل على تحقيق التنقية وخدمة قداسة رعاة شعب الله.
لم تخلُ كلمة البابا إلى أعضاء المجمع العام لرهبنة "خدام البارقليط" من الإشارة إلى أهمية إعادة اكتشاف تفوق الحياة الروحية، مع الكهنة الذين يرافقونهم، مدركين أن النضج الكهنوتي يتحقق عندما يصبح الروح القدس سيداً على حياة الأشخاص المكرسين.
وأشار إلى أن الحياة الروحية للكاهن تنمو لا عندما يتم الحفاظ على ماء الوجه، لكن عندما تُترك المبادرة للروح القدس القادر وحده على شفائنا من عدم أمانتنا، عندما لا نتسامح تجاه ازدواجية المواقف بل ننظر إليها في ضوء الروح القدس.