قبيل الاحتفال بذكراه غدًا.. من هو الأب متى المسكين؟
يُحي دير أبو مقار بوادي النطرون، غدًا، ذكرى رحيل الأب متى المسكين الـ17، وذلك بإقامة القداس الإلهي بالكنيسة الأثرية بالدير.
وفي هذا التقرير تستعرض الدستور أبرز المعلومات عن الأب متي المسكين:-
ولد الأب متَّى المسكين بالسم يوسف إسكندر المعروف، عام 1919 بمدينة بنها بمحافظة القليوبية وكان من عائلة غنية، ولكن في عام 1948 باع كل ما يمتلكه وتوجَّه إلى الرهبنة بدير الأنبا صموئيل العامر بجبل القلمون، وفي عام 1950 ترك الدير وتوجّه إلى وادي الريان للتوحد، وانضم إليه 7 رهبان آخرين في عام 1960، وزاد العدد إلى 12 راهب في عام 1964، وتوفي الأب القديس متَّى المسكين يوم الخميس الثامن من يونيو عام2006.
حياته الروحية والعملية
تخرج في كلية الصيدلة عام 1943، عمل في المهنة حتى سنة 1948. كان يمتلك صيدلية في دمنهور لكنه سمع صوت الإنجيل وأطاعه وباع كل ما يملك ووزّعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة ذهاب.
رهبنته وقانونه الروحي
ترهبن في دير الأنبا صموئيل المعترف (القلموني) في الصعيد يوم 10 أغسطس 1948 كان يطوي الليالي في قراءة الكتاب المقدس بتعمق شديد وفي الصلاة والتسبيح حتى الصباح. وهناك بدأ يخط أولى صفحات أهم وأول كتبه وهو كتاب: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“.
مدبر الرهبنة من سابق عهدها
سرعان ما هزلت صحته بسبب فقر الدير الشديد، ولكنه أُجبر على الانتقال إلى دير السريان ـ وادي النطرون وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغماً عنه. عاش متوحداً في مغارة وسط الصخور بعيداً عن الدير، وبعد سنتين، كلف أن يصير أباً روحياً لرهبان الدير وعلى الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثاً. وهكذا صار رائداً للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل.
أرجع الرهبنة إلى حياتها الأولى وأحيا من جديد روح الآباء النُسَّاك الأوائل بحياته الروحية والنسكية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى روح أبوة وتلمذة وتدبير لأول مرة في برية الأسقيط منذ عصر الآباء الأوائل، ما جمع الشباب المسيحي حوله.
ومن هنا بدأت أول جماعة رهبانية في العصر الحديث متتلمذة على أب روحي واحد كما كانت الرهبنة في بدء تكوينها.
اختياره وكيلا لبطريركية الإسكندرية وتأثيره على الأقباط
ظل يدبر هذه الجماعة الرهبانية الأولى وهو في مغارته بعيداً عن الدير، لمدة سنتين 1952-1954، وهناك أكمل أول كتاب له «حياة الصلاة الأرثوذكسية»، الذي تم الانتهاء من الطباعة في يوم الأربعاء 7 أكتوبر 1953، ونُقِّح وزيد عام 1968، وتُرجم للإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر SVS التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002، كما نُشربالفرنسية عام 1997 وبالإيطالية عام 1999م).
في 1954 اختاره بابا الإسكندرية الأنبا يوساب الثاني، بطريرك الكنيسة أنذاك، وكيلاً له في مدينة الإسكندرية بعد أن رفع درجته الكهنوتية إلى إيغومانس قمص حيث مكث حوالي سنة وشهرين (مارس 54-مايو 55) هناك، ترك في شعبها أثراً روحياً عميقاً ما زال ظاهراً حتى اليوم في إكليروس وشعب الكنائس القبطية في الإسكندرية حوالي 40 كنيسة.