أزمات في مشوار عمر خيرت.. كاميرات التلفزيون ومنافسة الشريعي
قد يُخيّل إلى البعض أن حياة المايسترو الهادئ عمر خيرت خالية من المشكلات لكن ظن في غير محله، إذ روى الفنان القدير بعضاً من تلك المشكلات في كتابه الصادر حديثًا عن دار «نهضة مصر» تحت عنوان «المتمرد.. سيرة حياة» والذي حرره الكاتب الصحفي محمد الشماع.
يقول عمر خيرت: «حدثت أزمة بين المايسترو شريف محيي الدين، مدير الأوركسترا التي كنت أصطحبها في حفلاتي وبين الأوبرا، أدت إلى استبعاده من العمل، بينما شريف مايسترو مجتهد، ولا أنكر فضله ويعتبر من أهم الأسباب الرئيسية التي جعلت موسيقاي تخرج إلى الجمهور بهذا الشكل اللائق».
ويضيف: «عمل معي شريف محيي الدين منذ بداية مشواري داخل الأوبرا كقائد للأوركسترا، ومن ثم فإنه لا يصح أن تشطب فجأة إنجازاته، وليس صحيحاً أنني كنت أفرضه على أحد، لأن إجادته لعمله كمايسترو تفرضه على الساحة الفنية».
ويمضي قائلاً: «ربما ربط البعض حينها بهذا الأمر قيام الأوبرا بالتعاقد مع الموسيقار الراحل عمار الشريعي، واعتبروا أن التعاقد معه تمهيد لاستبعادي، ولكن هذا الأمر خطأ، حيث إن الأوبرا أرادت أن تزيد القيمة الفنية لها وتحقيق دخل أكبر».
ويروي: «ونشأت مقارنة بيني وبين عمار الشريعي، لا أعرف لماذا واعتبر البعض أنه سيأخذ من جمهوري، لكنني اعتبرت وجود عمار في الساحة وفي الأوبرا كذلك فرصة عظيمة للمنافسة، ولأن تتسع دائرة الاستماع وأن تتنوع لتستوعب ألواناً شتى من الموسيقى».
أزمة القناة الأولى
«في عام 2002 استغل البعض أزمة لمهاجمتي ومحاربتي بدون سبب عندما رفضت دخول كاميرات القناة (الفضائية الأولى) لمسرح الأوبرا في إحدى الحفلات، وذلك أدّى لمقاطعتهم حفلاتي، وكنت قد فوجئت حينها أثناء دخولي القاعة بخمس كاميرات تصوير لم تأخذ إحداها تصريحاً بذلك فقام مدير أعمالي باستئذانهم بالخروج من قاعة الحفل بمنتهى الذوق، وكانت القناة الفضائية من بينها، إذ كان المسؤولون عنها قد قاموا بالاتفاق معي على مقابلة بعد الحفل، وليس تصوير الحفل نفسه، لأن الحفل كان خاصاً بي مع فرقتي (الكومبو) وليس أوركسترا الأوبرا، ومن حقي رفض التصوير في تلك الحالة، لعدم الاتفاق المسبق، حتى لا تحرق مقطوعاتي الجديدة التي كنت أقدمها».
أزمة رفع أسعار التذاكر
«شهدت هذه الفترة إلغاء لبعض حفلاتي في الأوبرا لأسباب خارجة عن إرادتي، ومنها تضارب المواعيد ولكن الأوبرا رفعت قيمة التذكرة وهو أمر لم أعتبره يصب في صالح الجمهور، فما كان يهمني هو نشر الوعي الثقافي والموسيقي بين شرائح المجتمع المختلفة كما أن الأوبرا ليست صرحاً استثمارياً هدفه كسب المال، ولكنها مركز ثقافي قائم لنشر الفنون الراقية، ولذا هي مطالبة بتوفير أسعار مناسبة للطلاب وغيرهم من أجل الاستمتاع بالفنون المختلفة، وقتها اتصلت بالدكتور عبد المنعم كامل رئيس الدار وطلبت منه تخفيض قيمة التذكرة فاستجاب لي وعدت لتقديم الحفلات».