لمواجهة واشنطن.. خطة روسيا لدعم وجودها العسكرى فى جنوب شرق آسيا
كشفت مجلة Asian Military Review عن تفاصيل مخطط روسيا لدعم وجودها العسكري في جنوب شرق آسيا لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن روسيا تكافح للحفاظ على صناعاتها التصديرية العسكرية واقفة على قدميها.
وأضافت المجلة لطالما اعتمدت موسكو على المنطقة للحفاظ على صناعاتها التصديرية العسكرية واقفة على قدميها، لكن الحرب الأوكرانية تضعف المبيعات المستقبلية.
وتواصل روسيا بيع الأسلحة إلى جنوب شرق آسيا، وتعلق آمالها على المنطقة النابضة بالحياة اقتصاديًا التي تواجه تحديات استراتيجية لإنقاذ صناعة الأسلحة المحاصرة وسط حرب أوكرانيا المستمرة والعقوبات الغربية العقابية.
وذكرت مجلة Asian Military Review هذا الشهر أن روسيا تبحث عن فرص جديدة لـ"التعاون العسكري التقني"، اللغة الروسية لمبيعات الأسلحة، مع أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وفي مقابلة مع الدليل الروسي للطيران والعسكري (RAMG)، قال ديمتري شوجاييف، مدير الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني (FSMTC)، إن روسيا تتمتع بعلاقات دبلوماسية جيدة مع دول الآسيان، حيث يُقال إن جميع الأطراف تحافظ على حوار نشط حول "التعاون العسكري التقني".
في المقابلة نفسها، أشار شوجاييف إلى أن روسيا كانت شريكًا في حوار الآسيان منذ عام 1996 وأنه قد تم وضع إطار قانوني وتنظيمي لمثل هذا التعاون منذ فترة طويلة.
وانتقد شوجاييف الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الغربية لتقويض صادرات الأسلحة الروسية إلى المنطقة، وزعم أنه تم تشكيل آليات دفع بديلة بالعملات الوطنية والعملات الأخرى مؤخرًا. كما قال إن روسيا منفتحة على مخططات إنتاج مشتركة جديدة مع أعضاء الكتلة.
وتباطأت صادرات الأسلحة الروسية منذ حرب أوكرانيا، بما في ذلك إلى الأسواق النامية في جنوب شرق آسيا. لاحظ ديفيد برينان ويفجيني كوكليتشيف في مقال نشر في مجلة Newsweek في مارس 2023 نقلاً عن البيانات التي نشرها هذا العام معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن إجمالي الصادرات العسكرية الروسية قد انخفض بنسبة 31% خلال السنوات الخمس الماضية مقارنة بالسنوات الخمس السابقة.
وقال المؤلفان إن العقوبات الغربية على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014 قوضت ببطء صناعة الدفاع الروسية، مما قوض مكانتها كثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم.
لاحظ برينان وكوكليشيف أن صادرات روسيا العالمية من الأسلحة تراجعت من 22% إلى 16% من السوق العالمية بين عامي 2013 و2017 ومن 2018 إلى 2022، مما تركها في غبار الولايات المتحدة، التي تمثل 40% من الصادرات العالمية، وفقط. متقدمة قليلًا على فرنسا، التي شكلت 11% خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال مصدر مجهول نقلا عن الكتاب إن عقود التصدير الروسية قد هبطت إلى "الأولوية الأخيرة" مع تضاعف موسكو لمحاولة تعويض خسائرها القتالية في أوكرانيا.
وذكر المصدر نفسه الذي لم يكشف عن اسمه أن روسيا ستواجه صعوبات كبيرة في الوفاء بعقود التصدير حيث يصبح من الصعب الحصول على الأجزاء المصنوعة في الخارج بسبب العقوبات ومع تكافح صناعة الأسلحة المحلية لإنتاج مكونات بديلة. وقال المصدر المجهول إن الأداء السيئ للأسلحة الروسية في أوكرانيا "دليل" على تدني جودتها.
قدر المصدر أن روسيا يمكن أن تسقط من بين أكبر مصدري الأسلحة في العالم، حيث يقتصر سوقها المستقبلي على بيع أسلحة منخفضة التكنولوجيا نسبيًا للدول الفقيرة والمعاقبة والمنبوذة عبر آليات المقايضة بينما تفقد حصتها في السوق من الأسلحة المتطورة لمنافسين مثل نحن.