من الشنط "الجلد" لـ "التوتي باج" عم سلامة صاحب أقدم ورشة شنط
بين حواري وأزقة مصر القديمة حيث الدرب الأحمر والجمالية والغورية والمغربلين وغيرها من المناطق العتيقة التي تبعث في نفوسنا حياة جديدة كلما تواجدنا فيها، تلك الأحياء التي تجد فيها بائعي الحقائب الجلد والمنجدين وغيرهم من أصحاب المهن القديمة والتي لكل واحد منهم قصة ترجع لعشرات السنوات، رسم ملامحها على جدران محله القديم، وجسدتها حركات كفيه وهو يمارس مهنته.
عم سلامة صاحب أقدم ورشة شنط جلد
كانت البداية من القاهرة في حي الخيامية مع عم سلامة العربي صاحب الـ70 عامًا، صاحب إحدى أقدم ورش شنط الجلد، وهي المهنة التي يعمل فيها منذ أكثر من نصف قرن.
يقول عم سلامة في حديثه لـ"الدستور" إنه صاحب أقدم الورش الموجودة في حي الخيامية وهو يعمل في صناعة الشنط الجلد الطبيعي منذ العديد من السنوات، إلا أنه بعد نشوب حرب روسيا وأوكرانيا التي نتج عنها ارتفاع أسعار الجلد، لجأ إلى صناعة الشنط القماس ذات الزخرفة والتي تسمى لـ"التوتي باج" وعلى الرغم من أن ربحها أقل بكثير من الجلد إلا أنه حيله يقاوم بها إندثار مهنته على الرغم من عدم اقتناعه بها.
تابع عم سلامة، إنه الجلد المصري أكثر أنواع الجلود التي يكثر عليها الطلب في مختلف دول العالم، ولكن مع تغير الأحوال توجه لصناعات أقل جودة وأقل في الخامات لتكون أرخص سعرًا، لافتا إلى أنه يعمل بمفرده داخل ورشته فهو من يقوم بالقص والتصنيع والتقفيل دون وجود مساعد.
ويضيف أنه ورث تلك المهنة أبًا عن جد، حيث يقوم بتوريد أعماله لمختلف البازارات السياحية بعدد من المناطق سواء كانت الشنط الجلد أو القماش في الوقت الحالي من أجل الحصول على قوت يومه، مشيرًا إلى أنه يقوم بعمل عدد كبير من الشنط يوميًا يتراوح ما بين 10 لـ20 شنطة يوميًا ويقوم ببيعها بسعر الجملة.
واختتم عم سلامة حديثه قائلًا: "بحب شغلي جدًا واتعودت استغل لوحدي من غير مساعدين في الورشة واللي قد ما هي صغيرة لكن بعتز بيها.. إيدي اتعودت علي الشغل بقالي خمسين سنة في تصنيع الشنط ولكن أتمني أن أرجع اصنع شنط جلد تاني لأن ربحها أكتر من القماش وأتعودت عليها ولكل شيخ صنعته".