أزمة فيلم كليوباترا
"فورين بوليسي": نيتفليكس لم تتعلم من ديزني في تعاملها مع حضارة مصر
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه كان يتعين على شبكة نيتفليكس وصناع فيلم الملكة كليوباترا، أن يكونوا أكثر عقلانية واحترامًا تجاه قلق المصريين المشروع ومطالبتهم بالحفاظ على ملكيتهم لتراثهم الثمين والاعتزاز به.
وتابعت أنه كان من الممكن أن يتعلموا من شركة ديزني، التي اختارت المصري محمد دياب، لقيادة فريق إخراج فيلم "مون نايت" المستوحى من مصر القديمة، ليس من المستغرب أن يتم الإشادة بالعرض لتصويره الأصيل للثقافة المصرية الحديثة والطريقة التي مزج بها مصر الحديثة والقديمة معًا.
أسرار المقبرة
وبحسب المجلة الأمريكية، فإنه كان يمكن لنيتفليكس، أن تتعلم من أسرارها الخاصة بمقبرة سقارة، والتي اعترفت وصورت، بشكل جميل للغاية، الأدوار التي لعبها علماء الآثار المصريون والمتخصصون والعمال والرجال والنساء العاديون في "إخراج" المقبرة و "فك رموزها".
وتابعت أن هذا هو تاريخ مصر، حيث انفصلوا وقتها عن تقاليد الثقافة الشعبية الأمريكية القديمة المتمثلة في تهميش الأشخاص الأكثر صلة بكل نقاش حول التاريخ المصري القديم، لكنهم عادوا لها بقوة عند تصوير كليوباترا.
وأضافت أن تهميش الشخصيات ذوي البشرة السمراء وغيرهم من الأقليات طال على الشاشات، وكان يجب الاعتراف بأدوارهم وإنجازاتهم في التاريخ دون سرقة ثقافة أخرى كانت تعاني حتى وقت قريب من الاستعمار والحقبة الإمبريالية الغربية، حيث يتعين على الجميع احترام الشعب المصري والاعتراف بتاريخه لأن التضليل يأتي بنتائج عكسية، فمصر ليست إفريقية ولا أوروبية، فإذا كانت نية صانعي الملكة كليوباترا هي عكس عقود من العنصرية على الشاشة، فإن ما انتهى بهم الأمر إلى تحقيقه هو استمرار لهذه العنصرية ذاتها.
وأكدت المجلة، أن التاريخ مصري قائم بذاته لا يتبع اتجاه معين، وبالتالي يتعين على أي منصة ترغب في التحدث عن هذا التاريخ التعامل مع المصريين أولاً والاستناد إلى التاريخ والنقوش الفرعونية.