اليابان والوطن العربى.. تاريخ من العلاقات الراسخة والتعاون الدائم
تاريخ طويل من العلاقات القوية يربط بين اليابان والوطن العربي، بدأت بشكل رسمي منذ عهد محمد علي باشا، حيث أرسلت اليابان إلى القاهرة بعثات تعليمية للاستفادة من نظام التعليم المصري وخاصة "تعليم البنات" الذي كان يسبق اليابان بأكثر من قرن من التطور، كما اهتمت اليابان بدراسة النظام القضائي المصري للاستفادة من التجربة المصرية لإصلاح المعاهدات غير المتكافئة التي أبرمتها اليابان مع دول الغرب، كما أرسلت اليابان في القرن قبل الماضي بعثة رسمية إلى الشرق الأوسط برئاسة سفيرها يوشيدا ماساهيري الذي زار بغداد والبصرة والشام، وتوالت الزيارات لتعميق العلاقات بين الجانبين وإلى الآن تستمر العلاقات بين الوطن العربي واليابان.
في السياق ذاته، أعرب فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان عن سعادته بزيارة مقر جامعة الدول العربية للمرة الأولى بصفته رئيسًا للحكومة اليابانية، ذاكرا أن الجامعة العربية منظمة ذات تاريخ عريق، حيث أكد خلال لقائه بالمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية أن اليابان تقدر الجهود التي تبذلها الجامعة من أجل نشر السلام على المستوى الإقليمي والدولي.
وكان كيشيدا قد وقع منذ 10 سنوات - كان يشغل منصب وزير خارجية اليابان - مذكرة تفاهم للتعاون الياباني - العربي لتأسيس إطار تعاون شامل مع كل الدول العربية، وقال كيشيدا أن العلاقات الراسخة بين اليابان والدول العربية تتطور في مجالات مختلفة تشمل الاقتصاد والثقافة والسياسة، مشيرًا إلى الاتفاق مع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول على عقد الحوار السياسي الياباني - العربي الثالث في سبتمبر القادم لتحقيق المزيد من التنسيق بين الدول العربية واليابان.
يذكر أن أبو الغيط قد استقبل بمقر الأمانة العامة، فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان، والذي يصاحبه وفد رفيع المستوى، في إطار جولة تشمل مصر وعدداً من الدول العربية، حيث أعرب أبو الغيط عن ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء لمقر الجامعة، مشيراً إلى أهمية الروابط التاريخية التي تربط الوطن العربي واليابان وحرص الجامعة العربية على الارتقاء بعلاقات التعاون مع طوكيو إلى آفاق أرحب، خاصة في ضوء المنتدى الاقتصادي العربي الياباني الذي تأسس عام 2009، وكذلك مذكرة التعاون العربي الياباني في المجال السياسي والتي أُبرمت عام 2013.
