روائح كعك العيد بالغربية تُعلن قرب رحيل شهر رمضان (صور)
اقترب الشهر المبارك من الرحيل، وحلت في الآفاق روائح وروحانيات عيد الفطر المبارك، ولكل دولة ومحافظة بل ومنطقة، من العالم الإسلامى ممن يحتفلون بشهر رمضان ومن بعده عيد الفطر المبارك لكل منهم طقوسه الخاصة من صيام وصلاة وتعبد، ولكن يبقى كعك العيد، أو كما يُطلق عليه فى اللهجة المصرية "كحك العيد"، هو أبرز ما يُشعرك باقتراب عيد الفطر المبارك، ويبقى طقوس صناعة الكعك وأبرزها لمة العيلة والجيران أهم ما يميز هذة العادة ويُحافظ عليها من الإندثار.
وتحكى الحاجة أم رامي، ربة منزل، 64 عامًا، "نُصر سنويًا على صُنع جميع مخبوزات العيد كما وجدنا أهلنا فى السابق، والآن يذهب البعض إلى المخابز الحديثة لصناعة المخبوزات، والحضور بها جاهزة للمنزل بمساعدة أصحاب المخابز لما لديهم من إمكانيات، وكنا قديًما نُقسم أيام الشهر الفضيل ونذهب لكل بيت من الأقارب والمعارف والجيران يومًا من أيام الشهر لنقوم بمساعدتهم فى عمله، مشهد السيدات فى المنازل يشكلن كافة أنواع المخبوزات، ما بين نقش وحشو وما شابه، هى مناظر لا يمكن أن تمحى من ذاكرة كل المصريين، وكذلك حمل (الصاجات) والخروج بها لتسويتها فى الأفران العمومية الكبيرة، والتى كانت تعمل بالمازوت والسولار والفحم".
وتقول علا مبروك، إحدى مواطنات محافظة الغربية، "إن صناعة الكعك العادة التي توارثها المصريون عبر أجيال، أخذت عدة أشكال، فالمرأة المصرية هي أول من تفنن في اتقان وتغيير الشكل التقليدي للكعك، فمكونات صناعة الكعك والبسكويت من دقيق وسمن ولبن وخميرة ومكسرات أو ملبن أو عجوة، ويتم خلطها بمقادير مُحددة حسب حب الأسرة لهذه الأنواع، مؤكدة أن أهم شيء فى الوصفة السرية لصناعة الكعك، هي مساعدة جميع أفراد الأسرة من كبار وصغار فيه، ودورهم في تحضير الصاجات وإعداد أدوات صناعة الكعك ومشاركة الأطفال، ثم حملها للأفران للتسوية والعودة بها، ففرحة العيد لا تكتمل إلا بالكعك، ولا نشعر بقدومه إلا بهذه الطقوس لتبقى عادة تتوارثها الأجيال كما توارثنها من أهالينا، وكانت أمي - رحمة الله عليها - تحرص على هذه العادة ولذلك سأستمر من بعدها".
ناردين حسام، 28 سنة، من محافظة الغربية، أكدت أنها مع سرعة إيقاع الحياة اعتادت منذ زواجها فى عام 2015، على شراء كميات صغيرة من الكعك والبسكويت وكل المخبوزات الخاصة بالعيد من كبار المحلات، حتى وإن كانت تكلفتها أكثر، وأنها لا يمكن أن تعود للخلف وتدخل مرحلة التجارب فالمحلات أصحاب خبرات، وهم الأكثر خبرة وقادرين على إنتاج بنفس الطعم الجيد، طوال السنوات، وأنها أخذت بنصيحة إحدى الشركات فى إعلانها منذ زمن بعيد وتنازلت عن فرحة عمل كعك العيد، بمتعة أكله كما ينبغى أن يكون، وأيضًا رحمة بها من المجهود الضخم الذى يُبذل فى مراحل عمل هذه المخبوزات، وإن كانت تتذكر أيام صناعة هذه المخبوزات بمنزل أسرتها فى الطفولة وتشتاق لها، ولكنها لديها ما يشغلها عن هذه العادات، إلا أن والدتها تُصر على صُنع جميع هذه المنتجات بيدها محافظة على عادات ورثتها من جدتها.
وقال أشرف عطية، أحد أصحاب المخابز، بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، إن أسعار الكعك هذا العام ارتفعت بسبب ارتفاع سعر الخامات، وأن كيلو الكعك يتراوح ما بين 140 حتى 390 جنيهًا، حسب الجودة والحشو، وكذلك البسكويت الذى يتراوح ما بين 60 حتى 190 جنيهًا، وأن آخر أيام رمضان هو الموسم الرئيسى لبيع منتجات العيد ما بين "الكعك والبسكويت والغريبة والبيتى فور".
وأضاف أنك تستطيع أن تشم رائحة المخبوزات فى جميع أرجاء المدن والأحياء فى هذا الوقت من العام، ولكن يبقى لأصحاب الخبرات ومن أسماهم بملوك الصنعة، مذاق مختلف ورائحة لا تتكرر، مستشهدًا بالمثل الشعبى "إدي العيش لخبازه"، كما أن هناك زبائن تحجز أنواعًا معينة من الكعك والبسكويت قبل حلول شهر رمضان، ويحصلون عليها قبل نهايته بأيام قليلة ليظل طازجًا.