خطة لترشيد استهلاك.. «ندرة المياه» تضع فرنسا في أزمة جديدة (القصة الكاملة)
كشفت صحيفة لوموند الفرنسية، اليوم الجمعة، تفاصيل خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لترشيد المياه، حيث راهن ماكرون بخطته المائية على الابتكار والتجديد وظبط النفس.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فقد يتطلع ماكرون إلى تحقيق "هدف توفير المياه بنسبة 10%" لجميع قطاعات الاقتصاد بحلول عام 2030 على الرغم من أن الزراعة أكبر مستهلك للمياه في البلاد، ستتجنب بذل جهود إضافية.
حيث أطلق خطة واسعة لضمان سيادة فرنسا على مواردها المائية، شملت رفع أسعار استهلاك المياه، والتي تزداد ندرة بسبب تغير المناخ، وتحدي المزارعين، وتجفيف البحيرات، وترك بعض المنازل دون مياه جارية من صنابيرها.
تضاءل المياه المتجددة المتاحة في فرنسا
وأشارت الصحيفة إلى أن تتضاءل المياه المتجددة المتاحة في فرنسا، مع عدم كفاية هطول الأمطار، وانخفاض مستوى الأنهار، وانخفاض مستويات المياه الجوفية في معظم طبقات المياه الجوفية.
كما انه تم تخفيض الموارد بنسبة 14٪ خلال العقدين الماضيين، مقارنة بالسنوات العشر السابقة، ومن المتوقع أن ينخفض بنسبة 30٪-40٪ أخرى بحلول عام 2050.
وتابعت الصحيفة في تقرير صادر لها، انه بالرغم من ذلك فلا يوجد نموذج علمي محتمل "يخبرنا أن الوضع سيتحسن.
حاء ذلك بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون، في جبال الألب بجنوب فرنسا أمس الخميس، بتقديم "خطة مائية" طال انتظارها، بعد تأجيلها عدة مرات، ويصعب تأجيل هذا العرض التقديمي مرة أخرى.
ماكرون: 2000 بلدية عانت من مشاكل في امدادات المياه
ووفقًا للتقرير الفرنسي، يعد الصيف القادم بأن يكون أكثر تعقيدًا من السابق نظرًا للحالة المقلقة للغالبية العظمى من المياه الجوفية.
وقال ماكرون إن 2000 بلدية عانت من مشاكل في إمدادات المياه العام الماضي، منها 340 تم إمدادها بالصهاريج و200 بالمياه المعبأة، حيث دعا ماكرون إلى الاعتدال لكنه لم يخوض في التفاصيل بشأن الإجراءات الـ 53 الواردة في الخطة.
واضاف: "أصبحت المياه مرة أخرى قضية إستراتيجية للأمة بأسرها، معربًا عن أمله في أن يبذل الفرنسيون نفس القدر من الجهد لتوفيرالموارد المائية كما فعلوا مع الطاقة هذا الشتاء.
وشدد على ضرورة مساعدة الأفراد على تجهيز أنفسهم بحصادات مياه الأمطار، كما ينبغي تعميم التسعير التدريجي للمياه - مع كون الامتار المكعبة القليلة الأولى هي الأرخص التي يتم اختبارها حاليًا في عدة مدن.
ما أهداف خطة ماكرون؟
وسلطت الصحيفة، الضوء على اهداف ماكرون من الاعلان عن خطة ترشيد المياه، مشيرة إلى أن ماكرون يريد "هدف توفير المياه بنسبة 10٪" لجميع القطاعات بحلول عام 2030 على خلفية "تحديث غير مسبوق للسياسة الوطنية".
ومع ذلك فإن الأهداف أقل طموحًا من تلك التي تم تحديدها في مؤتمر كبير حول المياه في عام 2019، والذي قرر أن "سحب المياه من الطبيعة" يجب أن يتقلص بنسبة 10٪ في عام 2024 وبنسبة 25٪ بحلول عام 2034.
خطة ماكرون لترشيد المياه
وأمس الخميس، كشف ماكرون عن خطة لتوفير المياه وسط خسائر تغير المناخ، حيث وضع ماكرون 50 إجراء لوضع فرنسا على المسارالصحيح هذا الصيف وما بعده، مشددًا على أن المياه ثمينة وفشلت فرنسا حتى الآن في وضع استراتيجية فعالة لتوفير المياه.
وقال إن مشكلة المياه ملحة، مؤكدًا أن تغير المناخ سيحرم فرنسا من 30٪ إلى 40٪ من المياه المتاحة بحلول عام 2050.
كما يحاول إيمانويل ماكرون استعادة السيطرة على أجندة المناخ، وأتاحت رحلة ماكرون إلى بلدة في منطقة Hautes-Alpes بجنوب غرب فرنسا والتي عانت من نقص المياه فرصة لتغيير الاوضاع التي تشهدها فرنسا خلال هذه الفترة والهروب لفترة وجيزة من الانتقادات والاحتجاجات اليومية التي أثارها قراره بمراجعة نظام المعاشات التقاعدية وزيادة سن التقاعد، من 62 إلى 64.
وكانت أيضًا فرصة للتصدي لتغير المناخ، وهو موضوع يهم الشباب، وكان الطلاب والشباب الآخرون حاضرين بشكل متزايد في مسيراتالاحتجاج ، لكنهم وسعوا مطالبهم لمعالجة مجموعة من الموضوعات مثل البيئة وتغير المناخ.
احتجاجات فرنسية
وجاء خطاب ماكرون بعد عطلة نهاية أسبوع من المعارك الضارية في ميدان بريف فرنسا بين قوات الأمن وعلماء البيئة المتشددة التي صدمتالأمة ، وحولت الريف الرعوي إلى ما بدا وكأنه منطقة حرب.
ويعارض المتشددون إنشاء حوض مائي لمساعدة المزارعين على ري حقولهم.
واعترف ماكرون بالاضطرابات الاجتماعية ، وقال قبل خطابه إن "هذا لا يعني أن كل شيء يجب أن يتوقف، لذا فأنا أواصل عملي".
وعانت فرنسا من جفاف كبير في عام 2022 وجفاف شتوي في فبراير، في حالة تأهب للسنوات المقبلة.
قال ماكرون إنه في فرنسا اليوم، تتم معالجة أقل من 1٪ من المياه المستعملة لإعادة استخدامها.