مخاوف من زيادة تدهور الأوضاع.. سيناريوهات قرارات الفيدرالى الأمريكى بشأن الفائدة
كشفت تقارير أمريكية، عن أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) سيواصل رفع معدل سعر الفائدة، ليبقيه فوق 5.5 % حتى نهاية العام الجاري، على الرغم من اضطرابات القطاع المصرفي الأمريكي.
وأكد غالبية الاقتصاديين الأكاديميين البارزين الذين استطلعت آراءهم صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن البنك المركزي الأمريكي لا يزال يتعين عليه رفع أسعار الفائدة للقضاء على التضخم المرتفع، رغم أزمة البنوك التي تعيشها الولايات المتحدة في أعقاب انهيار بنك وادي السيليكون.
وضم الاستطلاع الذي أجرته "فايننشال تايمز" بالشراكة مع مبادرة الأسواق العالمية في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو، 43 اقتصاديًا شملهم الاستطلاع خلال الفترة من 15 و 17 مارس الجاري بعد أيام فقط من إعلان المنظمين الأمريكيين عن تدابير طارئة لوقف عدوى انهيار البنوك وتعزيز النظام المالي.
سيناريوهات رفع أسعار الفائدة
وتوقع 49% من المستطلع آراؤهم أن سعر الفائدة بالولايات المتحدة سيبلغ ذروته بين 5.5 في المائة و6% هذا العام، ويمثل ذلك ارتفاعًا من 18% في الاستطلاع السابق في ديسمبر الماضي ويقارن بالمستوى الحالي للمعدل الذي يتراوح بين 4.50% و 4.75%.
وقدر 16% آخرون أن معدل الفائدة سيتجاوز 6% أو أعلى ، بينما اعتقد ثلثهم تقريبًا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عند هذه المستويات ويضع حدًا لـ"سعر الفائدة النهائي" عند أقل من 5.5%، وعلاوة على ذلك قال 70% من المستطلع آراؤهم إنهم لا يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بإجراء تخفيضات لأسعار الفائدة قبل عام 2024.
وأوضحت الصحيفة أن مسار سياسة البنك الذي توقعه معظم الاقتصاديين كان مرتفعًا بشكل ملحوظ عن التوقعات الحالية التي تنعكس في أسواق العقود الآجلة للصناديق الفيدرالية، مما يؤكد عدم اليقين ليس فقط بشأن قرار سعر الفائدة الفيدرالي يوم الأربعاء، ولكن أيضًا مسار البنك خلال الأشهر المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التجار منذ يوم الجمعة الماضي قلصوا ضغط الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد نظرًا للمخاوف بشأن الاستقرار المالي، فهم يراهنون الآن على أن البنك المركزي سيرفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى قبل إنهاء حملته المشددة ومن شأن ذلك أن يُترجم إلى معدل نهائي أقل بقليل من 5% كما زادوا من الرهانات على أن البنك المركزي سيعكس مساره بسرعة وينفذ تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.
أسباب رفع أسعار الفائدة
وقالت كريستيان بوميستر، الأستاذة في جامعة نوتردام إن الاحتياطي الفيدرالي في حيرة من أمره فعليهم أن يواصلوا محاربة التضخم رغم الضغوط المتزايدة في القطاع المصرفي.
وحث بوميستر، الذي شارك في الاستطلاع ، المسؤولين في الفيدرالي الأمريكي بعدم التوقف "قبل الأوان" عن حملة التشديد النقدي، ووصفها بأنها "مسألة مهمة للحفاظ على مصداقية الاحتياطي الفيدرالي كمكافح للتضخم".
فيما قال نصف المستجيبين تقريبًا إن الأحداث المرتبطة بانهيار بنك وادي السيلكون SVB دفعتهم إلى خفض توقعاتهم لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بحلول نهاية عام 2023 بمقدار 0.25 نقطة مئوية.
ويعتقد الغالبية أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفيدرالية كانت "كافية لمنع المزيد من التدفقات المصرفية خلال دورة تشديد سعر الفائدة الحالية".
ويتوقع معظم الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي سيظل عند 3.8 في المائة بحلول نهاية العام الجاري، أي أقل بمقدار نقطة مئوية تقريبًا عن مستواه في يناير الماضي ولكن لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة.
توقعات بارتفاع نسب البطالة
وتتوقع أغلبية ضئيلة أن تكون هناك حالة ركود في عام 2023 في الربع الثالث أو الرابع في ديسمبر، واعتقدت الأغلبية أنه سيحدث خلال أو قبل الربع الثاني من العام الجاري ومع ذلك، من المتوقع أن يكون الركود سطحيًا، حيث لا يزال الاقتصاد ينمو بنسبة 1% خلال عام 2023.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.1% بحلول نهاية العام، ارتفاعًا من مستواه الحالي البالغ 3.6% وستبلغ ذروته في نهاية المطاف بين 4.5% و5.5%، بحسب تقديرات 61% من الاقتصاديين.