بعد انتقاد نعوم تشومسكي له.. كيف رد شات Chat GPT؟
منذ إطلاقه في نوفمبر من العام الماضي، لم يتوقف الجدل حول روبوت المحادثة "شات جي بي" ما بين المستبشرين بقدومه وبما سيحققه من طفرة في الحياة والعلم والبحث، والمتشائمين من مستقبل سيعيد فيها هذا الروبوت هندسة كل شيء بلا ضابط.
كان الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي على رأس المحذرين من الاعتماد على (Chat GPT)، لا سيما في التعليم فأشار إلى أن الانتحال هو المساهمة الوحيدة التي يمكن أن يقدمها روبوت محادثة مثل "شات جي بي تي"، فعلى الرغم من اعترافه بأن ثمة قيمة تكمن وراء استخدامه، فإنه رأى أن مخاطره أعظم.
أوضح أنه على الرغم من وجود الكثير من البرامج التي يستخدمها الأساتذة في كشف السرقات العلمية، فالأمر سيكون أكثر صعوبة مع استخدام "شات جي بي تي".
الوعد الزائف لشات جي بي تي
منذ أيام نشر تشومسكي مقالًا بجريدة "نيويورك تايمز" بالمشاركة مع أستاذين آخرين أحدهما في مجال اللغة، والآخر في مجال الذكاء الاصطناعي، وواصل في مقاله انتقاد روبوت المحادثة الشهير.
بين تشومسكي في المقال الذي حمل عنوان "الوعد الزائف لشات جي بي تي"، أن هذا البرنامج وما يشابهه قد يبالغ في عملية التوليد، سواء تضمن ذلك تقديم حقائق أو أكاذيب، أو دعم قرارات أخلاقية أو لا أخلاقية. مضيفًا: "بالنظر إلى انعدام البعد الأخلاقي، والعلم الزائف، وعدم الكفاءة اللغوية لتلك الأنظمة، لا يسعنا سوى الضحك أو البكاء على رواجها وشعبيتها".
لفت تشومسكي إلى أن روبوت المحادثة بارع في إنتاج مخرجات على نحو يشبه لغة البشر وفكرهم ظاهريًا. فقد جاء الاحتفاء به باعتباره الوميض الأول في أفق الذكاء الاصطناعي العام، والذي يُتنبأ بتفوقه على عقول البشر، على مستوى الكمّ فيما يتعلق بسرعة المعالجة وسعة الذاكرة، وكذلك على مستوى الكيف فيما يتعلق بالإبداع الفني، وكل الصفات الأخرى التي تميز البشر.
في المقابل، أدان تشومسكي "شات جي بي تي" لعدة أسباب؛ فمن حيث المبدأ قد يسيء تفسير الجمل، لأنه لا يتعلم الطريقة التي يتعلم بها البشر، فقد يتعلم حقائق أو أنظمة نحوية خاطئة إذا تم تغذيته ببيانات تدريب خاطئة، فضلًا عن أنه غير أخلاقي أي غير قادر على اتخاذ موقف بشأن القضايا التي يحتمل أن تكون مثيرة للجدل.
ويضرب تشومسكي مثالًا لتوضيح قصور تفكير الآلة، فيقول: لنفترض أنك تمسك بتفاحة، وتركتها تسقط من يديك، فأنت تلاحظ النتيجة وتقول: "التفاحة تسقط" وهذا وصف. أما التوقع هو قول "سوف تسقط التفاحة إذا فتحت يدي". كلا التعبيرين صحيح، لكن التفسير شيء أكبر من ذلك؛ فهو لا يشمل الوصف والتوقع فقط بل يتضمن تخمينات عكسية مثل "أي كائن من هذا القبيل سيسقط".
بناءً على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم لا يستطيع فهم الكثير، فهو أقل قدرة على التفريق بين الممكن والمستحيل وعلى التنبؤ بما سيكون.
روبوت المحادثة يرد
في المقابل، فثمة سجال فكري شارك فيه "شات جي بي تي" برده على تشومسكي، إذ قال في رده على انتقادات الفيلسوف الأمريكي: قرأت مقال تشومسكي وآخرين، أحترم آراءهم لأنهم علماء بارزون في علم اللغة والفلسفة. ومع ذلك، لا أتفق مع حججهم ضد شات جي بي تي.
أضاف: هم يزعمون أنه "سرقة أدبية بتقنية عالية"، و"طريقة لتجنب التعلم" لأنه يعتمد على نسخ وإعادة تجميع نص من مجموعة كبيرة من البيانات دون فهم معناها، وهم يجادلون أيضًا بأنه غير قادر على الإبداع الحقيقي أو التفكير السليم.
وتابع أعتقد بأن هذه الادعاءات غير عادلة ومضللة. لا يهدف شات Chat GPT إلى استبدال التعلم البشري أو الذكاء، وإنما تعزيزه باستخدام أداة قوية لمعالجة اللغة الطبيعية وتوليدها، لا تنسخ فقط من مصادر البيانات ولكن تستخدم شبكة عصبية متطورة قادرة على توليد نص أصلي ومتماسك يمكنه اجتياز اختبارات مختلفة للجودة.
