«قمة المرأة» تناقش تجارب التحول نحو ثقافة قيادة شاملة للمساواة بين الجنسين
خصصت قمة المرأة المصرية 2023 في ختام جلسات نسختها الثانية حلقة نقاشية على هامش تكريم مجموعة من قادة الرؤساء التنفيذيين الذين يلتزمون بتحويل بيئة الأعمال والمهنية نحو ثقافة قيادة شاملة للمساواة بين الجنسين، وتأسيس أماكن عمل ومجتمعات أفضل، ضافة إلى استعراض تجاربهم، في صناعة نموذج عميق بملف التوازن بين الجنسين، ومن أجل مساعدة المرأة العاملة على الوصول لأهدافها الشخصية والحياتية.
وشارك في جلسة جوائز الرؤساء التنفيذيين بين الجنسين- طريق التحول لنموذج جديد للمساوة، محمد شلباية، رئيس مجلس إدارة شركة بيبسيكو - شمال أفريقيا، وهشام الخازندا ر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة القلعة، وحاتم الورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر.
وأكد المشاركون أن شركاتهم تدعم جهود الدولة الخاصة بزيادة حجم الاستثمارات والإنتاج المحلي، فضلا عن التزامها بتوسيع بصماتها التصنيعية المحلية في مصر خلال الفترة المقبلة، ورفع نسبة تمثيل المرأة بالمناصب الإدارية، مشيرين إلى وجود عدة محاور لدعم وتمكين المرأة بمجالس إدارات الكيانات.
في هذا السياق، قال محمد شلباية، رئيس مجلس إدارة بيبسيكو شمال أفريقيا، إن شركته استطاعت خلال الأعوام الأربعة الماضية تحقيق قصة نجاح كبيرة في مسار تمكين المرأة للوصول إلى المناصب القيادية داخل الشركة، موضحا أنها نجحت في رفع نسبة تمثيل المرأة بالمناصب الإدارية لنحو 28% مقابل 4% عام 2018.
وأشار خلال مشاركته ضمن احتفالية منتدى الخمسين للسيدات الأكثر تأثيرا، إلى أن إجمالي عدد العاملين داخل الشركة يصل لنحو 14 ألفا على مستوى الجمهورية، فيما يصل نصيب الكوادر النسائية لنحو 40% في مقابل 14% عام 2018.
ولفت شلباية إلى أن بيبسيكو تحمل على عاتقها مهمة تحقيق المساواة بين الجنسين ومساعدة المرأة على الوصول لأهدافها سواء كن موظفات أو شريكات أو المجتمعات التي يعملن بها، وذلك في إطار إستراتيجية الشركة الإيجابية.
وتابع أن الفترة الماضية شهدت إطلاق العديد من المبادرات المهمة للنهوض بالمرأة المصرية، ولعل آخرها «عاملة شغل»، إذ تم مؤخراً تعيين نحو 30 سيدة من إجمالي 50 مشاركة وصلن للمرحلة النهائية ضمن المبادرة.
وأضاف شلباية أن المبادرة تهدف إلى تغيير النهج المتعارف عليه في عملية توظيف النساء في القطاع الخاص، بالإضافة إلى زيادة تمثيلهن في الوظائف التي يغلب عليها الحضور الذكوري مثل مجالات المبيعات وقطاع العمليات والمصانع.
من جانبه، قال هشام الخازندار، الشريك المؤسس والعضو المنتدب للقلعة القابضة، إن 25% من أعضاء مجلس إدارة الشركة سيدات، وهو ما يعكس توجهات المجموعة لدعم وتمكين المرأة في المجتمع.
وأضاف الخازندار، خلال مشاركته ضمن احتفالية منتدى الخمسين للسيدات الأكثر تأثيرا، أن مجموعته تتبع 3 محاور في اختيار ودعم السيدات لتولي مناصب في القلعة، أولها التعليم لخلق بيئة متوازنة لدي المراة مع عدم التمييز في القدرات والتكافؤ، وأن تكون هناك مساواة في المحفزات المالية والمعنوية، بجانب إحداث التوازن الحقيقي، والحد من أوجه عدم المساواة.
وأكد الخازندار أن تمكين المرأة في مكان العمل له عائد اقتصادي كما يؤدي إلى تحسين أداء الشركات، والقدرة على الابتكار وقيادة الأزمات وجذب الاستثمارات، علاوة على أنه يدعم الجهود الحكومية لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة وسد الفجوة بين الجنسين.
وأضاف أن القلعة تعمل على دعم وتمكين المرأة في ظل رؤية مؤسسية شاملة منذ نشأة الشركة "للقيادة بالمثل" للاستثمار في الموارد البشرية، وتدعيماً للدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمعات وفي مختلف القطاعات بكل كفاءة حيث تتبنى الشركة برنامجاً مؤسسياً ومنهجية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في سياق ذي صلة، قال الدكتور حاتم الورداني، رئيس مجلس إدارة أسترازينيكا مصر، إن الشركة عملت خلال السنوات الثلاث الماضية علي زيادة نسبة تمثيل السيدات بفريق عمل الشركة ليرتفع من 10 إلى 38% على مستوى مجلس الإدارة ومن 10 إلى 35% في صفوف المديرين.
وأضاف الورداني أن الشركة تخطط لرفع نسبة المرأة المصرية خلال الفترات المقبلة إلي 50٪، إضافة إلي أنه تم عمل برنامج جديد لرفع كفاءة المرأة وتطويرها، كما أن أسترازينيكا تمنح عمل السيدات من المنزل ما ساهم في زيادة العمل بشكل أفضل.
وذكر أن أسترازينيكا مصر تشارك في عدد من المبادرات التي اطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي مثل دعم صحة المرأة وسرطان الثدي.
وأكد أن إستراتيجية الشركة تدعم جهود الدولة الخاصة بزيادة حجم الاستثمارات والإنتاج المحلي، فضلا عن التزامها بتوسيع بصمتها التصنيعية المحلية في مصر بنسبة 50% على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وبالتالي يسهم ذلك في دعم التوجه نحو توطين صناعة الدواء، وفقاً لرؤية مصر 2030.
وكشف أن أسترازينيكا مصر تخطط لطرح 9 أدوية وإضافات من أحدث العلاجات التي ستمثل طفرة في توفير جودة حياه أفضل وأمل جديد للمريض المصري خلال العام الجاري، ويرجع ذلك لما تقدمه مراكز الشركة الرائدة في مجالات البحوث الطبية عالميًا.
وكرّمت قمة المرأة المصرية في نسختها الثانية عددًا من قيادات الشركات المصرية بجوائز «الرؤساء التنفيذيين للمساواة بين الجنسين.. طريق التحول لنموذج جديد للمساواة».
وجاء على رأس المكرمين، محمد شلباية، رئيس مجلس إدارة شركة بيبسيكو شمال أفريقيا، وهشام الخازندار الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة القلعة، والدكتور حاتم الورداني رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، وخالد قاسم رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لـ"شل مصر" تسلمتها بالنيابة عنه آمال الشيخ المدير التنفيذي للشركة.
سلم جوائز المكرمين الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة والإعلامية دينا عبدالفتاح، رئيس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا.
وتم اختيار المكرمين من الرؤساء التنفيذيين، تقديرا دورهم الكبير في الالتزام بتحويل بيئة الأعمال والمهنية نحو ثقافة قيادة شاملة للمساواة بين الجنسين، وتأسيس أماكن عمل ومجتمعات أفضل، بالإضافة إلى استعراض تجاربهم، في صناعة تجربة عميقة في ملف التوازن بين الجنسين ومساعدة المرأة العاملة على الوصول لأهدافها الشخصية والحياتية.
وانطلقت الأحد 12 مارس الدورة الجديدة للقمة التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، ومجلة أموال الغد الاقتصادية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار (تمكين المرأة.. قوة مصر ومستقبلها)، والتي تركز فعالياتها على القيادة النسائية وتمكينها ودعم دور المرأة المصرية وترسيخه في الحياة العامة بشكل عام، وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول أفضل الممارسات والتدابير التصحيحية لوضع القضايا ذات الأهمية للمرأة على جداول الأعمال الوطنية والمحلية، وأيضًا أجندات وسائل الإعلام والجامعات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز الفكر المعنية بالثقافة والفنون، في ظل التطورات والظروف العالمية التي تتطلب تعزيز التسارع لأهداف التنمية المستدامة.
وتعزز قائمة أكثر 50 سيدة مصرية تأثيرًا في مؤسسات الأعمال لعام 2022، تبني أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالسياسات الداعمة للمرأة المصرية من خلال إبراز نجاحاتها وإلقاء الضوء عليها في جميع وسائل الإعلام المشاركة بالقمة، كأمثلة استثنائية يحتذى بهم في تأثير المرأة المصرية في المجتمع والاقتصاد المصري بشكل كامل، وللتأثير بشكل مباشر على الأجيال الجديدة من السيدات عبر الوعي بقدرتهن على تكرار هذه النجاحات، كما يحفز التكريم رائدات الأعمال المصريات على المضي بشكل ثابت في تطوير آدائهن في عالم الأعمال.
وشهد تكريم قائمة الفائزات لهذا العام، مجموعة من الوزراء المشاركين في القمة في تقليد سنوي، مما يدلل على مدى الثقة في عملية الاختيار التي تخضع لمعايير دقيقة وعلمية، ما يدفع سنويا بدخول قوائم المكرمات في أعمال مجتمعية ومبادرات شاملة تستهدف تعزيز التنمية في الدولة المصرية.
وشارك خلال فعاليات القمة، عشرات من الشخصيات النسائية الرائدة في العديد من المجالات الحياتية قصص نجاحهن الملهمة وحكايتهن المبهرة التي سطرت مسيرة مهنية غير تقليدية، تجاوزت مجرد الاعتراف والإشادة بها، إلى ضرورة تسطيرها للعالم الواقعي في تجربة يجب مشاركتها والوقوف أمام تفاصيلها خاصة في ظل تحديات عالمية ومحلية تحتاج إلى الإلهام والأمل وخلق الفرص.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة النطاق، من عدد كبير من الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 قيادة نسائية يمثلن قطاعات مهنية عديدة كالقطاعات المالية والاقتصادية وأيضا الرياضية والفنية والثقافية والتعليمية والاعلامية وريادة الأعمال، وغيرها من التخصصات المهنية التي برعت فيها المرأة، بالإضافة إلى عدد من طلبة الجامعات المصرية من محافظات الجمهورية كافة.
وتضمنت القمة العديد من الفعاليات الحيوية التي شارك بها نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجال جهود تمكين المرأة وتحقيق الاستدامة، وركزت على مضامين تتعلق بالسعادة والنجاح وأهميته في حياة المرأة، وكيفية التخطيط لمستقبلها والتكيف مع المجتمع والأسرة، والمواهب والمهارات التي تحتاجها في المستقبل، وكيفية الوصول لقمة هرم القيادة، ودور المثل العليا في حياتها ، وكيف تكتسب روح القتال الصحيحة من أجل إثبات ذاتها.
وتستهدف القمة، تعريف المجتمع الدولي بما تحظى به المرأة المصرية على مستوى القيادة، والهوية الوطنية، باعتبارها قوة ناعمة معبرة عن الجمهورية الجديدة الباحثة عن التطور والريادة ، وتنمية حوار إيجابي حول أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالسياسات الداعمة للمرأة المهنية بهدف تعزيز وضع إستراتيجية متوازنة لتحفيز المرأة وإسهاماتها وتطوير قدراتها جنبا إلى جنب مع دورها المهم في تحقيق التماسك المجتمعي واستقرار الأسرة.