البابا فرنسيس: يدعونا الله لاتباع مسيرة توبة حقيقية وصادقة
وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المؤمنين في البرازيل كتب فيها: في كل عام، في زمن الصوم الكبير، يدعونا الله لكي نتبع مسيرة توبة حقيقية وصادقة، ونعيد توجيه حياتنا كلها نحوه، هو الذي “أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة”، وفيما نستعد للاحتفال بعطية الحب هذه في عيد الفصح، نجد في الصلاة والصدقة والصوم، هذه الممارسات التي نعيشها بشكل مكثف خلال هذا الزمن، ممارسات توبة تساعدنا على التعاون مع عمل الروح القدس، الذي يقدّسنا.
تابع البابا فرنسيس: بقصد تنشيط المؤمنين في هذه المسيرة نحو الرب، تقترح حملة الأخوة لهذا العام أن نوجه نظرنا نحو إخوتنا الأشد عوزًا، المتضررين من آفة الجوع. واليوم أيضًا، يعاني الملايين من الأشخاص ويموتون من الجوع. من جهة أخرى، يتم التخلص من أطنان من الطعام. وهذا الأمر يشكل فضيحة حقيقية. الجوع هو جريمة، والغذاء هو حق غير قابل للتصرف. إن الإرشاد الذي قدمه يسوع لرسله، " أَعطوهم أَنتُم ما يأكُلون" هي موجهة اليوم إلينا جميعًا، نحن تلاميذه، لكي نتقاسم - الكثير أو القليل الذي نملكه - مع إخوتنا الذين ليس لديهم حتى ما يأكلونه. نحن نعلم أنه من خلال تلبية احتياجات الذين يعانون من الجوع، نحن نشبع الرب يسوع نفسه، الذي يتماهى مع الأشخاص الأشدَّ فقرًا وجوعًا: "لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني... كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه".
وتابع: إنني أرغب بشدة في أن يحمل التأمّل حول موضوع الجوع، الذي تم اقتراحه على الكاثوليك البرازيليين خلال زمن الصوم الذي يقترب، ليس فقط إلى إجراءات ملموسة - ضرورية بلا شك - وتهدف الإخوة الأشد احتياجًا، ولكنها تولِّد أيضًا في الجميع الوعي بأن مشاركة العطايا التي يمنحنا الرب إياها بصلاحه لا يمكنها أن تقتصر على لحظة، أو حملة، أو بعض الإجراءات المحددة، بل يجب أن تكون موقفًا ثابتًا لنا جميعًا، يلزمنا مع المسيح الحاضر في جميع الذين يعانون من الجوع.
وواصل: أتمنى أيضًا، أن يتردد صدى هذا الوعي الشخصي في هيكلياتنا الراعوية والأبرشية، وإنما أيضًا في الهيئات الحاكمة على المستوى الفيدرالي ومستوى الولاية والبلديات، وكذلك في هيئات المجتمع المدني الأخرى، لكي وإذ يعملون معًا يتمكّنوا من أن يقضوا بشكل نهائي على آفة الجوع في الأراضي البرازيلية. لذلك لنتذكر على الدوام أن "الذين يعانون من الفقر لا يختلفون عنا. لديهم لحمنا ودمنا. وبالتالي هم يستحقون يدًا صديقة تُنقذهم وتساعدهم لكي لا يترك أحد في الخلف ويكون للأخوَّة في العالم الحق في المواطنة.
وختم البابا فرنسيس رسالته بمناسبة بداية حملة الأخوّة في الصوم الكبير في البرازيل بالقول إذ أوكل هذه الأمنيات إلى شفاعة العذراء مريم سيّدة أباريسيدا، كعربون نعم سماوية وفيرة تساعد المبادرات التي ولدت من حملة الأخوّة، أمنح بكل فرح جميع أبناء وبنات الأمة البرازيلية الحبيبة، وبطريقة خاصة جميع الذين يسعون بلا كلل لضمان عدم معاناة أحد من الجوع، فيض البركة الرسولية.