«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت».. دستور المسرح القومي محفور بكلمات هذا البيت
ربما يلفت انتباه كل من طالع جدران المسرح القومي ذلك البيت الشعري المنقوش أعلى خشبة المسرح لأمير الشعراء أحمد شوقي "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
والكثير من الحكايات المتناثرة أكدت مراراً وتكراراً أن هذا البيت الشعري ليس مجرد كلمات شعرية متعارف عليها ولكن كانت بمثابة دستور المسرح القومي، فالأخلاق الذي يتضمنها هذا البيت الشعري متمثلة ومحفورة في قلبه باقية أبد الدهور في وجدان كل العاملين به.
دستور المسرح
وقالت الفنانة سوسن بدر، إن تقاليد المسرح القومي تظهر كأنها تقاليد مرتبطة بهذا المكان وحدة، مشيرة إلى أن الفنان الذي يعرض على هذا المسرح يحترم كافة التقاليد الضمنية الخاصة به، معبرة: "المسرح مش بس بيربينا فنياً هو كمان بيربينا إنسانياً".
وفي سياق متصل، أكدت الفنانة رجاء حسين أن المسرح القومي كان ومازال له قواعد صارمة لا يتسطيع أي فنان الخروج عنها مهما بلغ من الشهرة أقصاها، موضحة: "كان الممثل لما يتأخر على البروفة لما تكون انت مين بيتخصم لك يوم، الممثل بيكون عبد للبروفة منذ بدايتها حتى الانتهاء منها".
قواعد المسرح القومي
وأضاف المخرج الكبير محسن حلمي، أن الحب هو الدافع الأساسي وراء الارتباط الشعبي والفني بهذا المسرح، قائلاً: "المسرح القومي قيمة عالية وجادة وصعب تكرارها مرة أخرى".
فيما أضاف الفنان أحمد فؤاد سليم، إلى أنه كان هناك إحساس وطني شديد أثناء العمل داخل المسرح القومي، موضحاً: "عمال المسرح القومي لديهم فكر وإحساس غير باقي العاملين بباقس المسارح".
وروت الفنانة سميحة أيوب لكاميرا "الوثائقية" أصعب المواقف التي تعرضت لها على خشبة المسرح، حيث كان الفنان لا يستطيع التأخر أو الاعتذار عن العروض الفنية، قائلة: "كنت بعمل الآجاممنون ووالدي اتوفى الساعة خمسة وأنا واقفة على المسرح الساعة سبعة، ودخلت واشتغلت وبعد انتهاء العرض عبدالله غيث قالي مالك النهاردة زعلانة ليه قولتله والدي اتوفى وروحت منهارة".