الكاتب عماد مطاوع: أكتب مسرحيات لا تُعرض وليس لى «شلة»
قال الكاتب المسرحى عماد مطاوع، الفائز بالمركز الثانى فى التأليف المسرحى، ضمن جوائز ساويرس، إنه شعر بالجدارة والأمل حينما علم بفوزه بالجائزة، مشيرًا إلى أن نصوصه المسرحية لا تعرض كثيرًا على خشبات المسرح، لأنه لا يجيد الانضمام للشِلل وتسويق أعماله. وأضاف «مطاوع»، فى حواره مع «الدستور»، أنه يكتب القصة والمسرح والدراما الإذاعية والتليفزيونية، كما يعمل مديرًا لتحرير مجلة المسرح التى تصدرها وزارة الثقافة، وله العديد من الكتابات المسرحية، ومنها على سبيل المثال «المؤرقون» و«الزائر» و«أرض الدخان»، وقد نال العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل نص مسرحى- مركز أول- فى مسابقة ساويرس الثقافية عام ٢٠١١، وجائزة أفضل مسلسل إذاعى عربى بمهرجان الإذاعة والتليفزيون، دورة ٢٠٠٠.
■ بداية.. كيف كان إحساسك حينما علمت بفوزك بجائزة ساويرس فى التأليف المسرحى؟ ولمن تهديها؟
- أى كاتب يحصل على جائزة يشعر بالجدارة ويمتلئ بالأمل، وأنا أعتز بشكل شخصى بجائزة ساويرس، فقد سبق أن حصلت عليها عام ٢٠١١ عن نص «المؤرقون»، ويسعدنى أنها جائزة نزيهة لا يتدخل فى عملها أحد.
وأرى أن التقدير الأدبى هو الأهم فى الجوائز، فالنقود تذهب أما التقدير فيظل، وقد أهديت الجائزة لروح أمى رحمها الله، لأنها أول من آمن بموهبتى وشجعتها وكانت محبة للفنون وكان صوتها جميلًا، كما أهديتها للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، فقد كان داعمًا كبيرًا لى، وطالما مد يده لى محمسًا ومواسيًا، وأخيرًا إلى ابنتى الحبيبة «نوران»، فحين أكتب أكتب لها ولجيلها وللمستقبل.
تنظيم المسابقات ورصد الجوائز شىء عظيم؛ لأنه ينعش الكاتب ويملؤه بالثقة، وأتذكر أن الأديب الكبير نجيب محفوظ ظل ممتنًا وسعيدًا بجائزة حصل عليها فى مقتبل حياته الفنية، وهى جائزة «قوت القلوب الدمرداشية»، وقال إنها أحدثت داخله نقلة كبيرة، خاصة أنه تأكد آنذاك من أنه يكتب أعمالًا تستحق التقدير.
■ ما أجواء النص الفائز؟
- أكتب دراما تركز على الحالة النفسية، وأفعل ذلك منذ كتابة نصى الأول، وأما عن النص الفائز «موسيقى هادئة»، فهو نص يقترب من روح العبث، ويحكى عن أشخاص دون أسماء، يتم التعامل معهم من خلال أشياء تدل عليهم، مثل «رجل البالطو الأبيض» أو «الطبيب» أو «رجل البجامة»، وهكذا. النص محاولة لإبراز الأزمة الوجودية التى تواجه الإنسان المعاصر، وهى تفسخ العلاقات الإنسانية وجمود المشاعر ورغبة الإنسان فى الخروج من دائرته الإنسانية المغلقة والقهر الذى يقع من الجميع على الجميع.
■ لماذا لا نرى مثل تلك النصوص على المسرح كثيرًا؟
- هذا سؤال لا أملك إجابته، فهناك نصوص لى بدأت خطوات إنتاجها على خشبة المسرح، منها نص «المؤرقون» ثم توقف الأمر دون أسباب، وأنا لا أجيد عمل علاقات مع المخرجين ولا أجيد الانضمام لـ«الشِلل»، لكن قدمت لى بعض التجارب فى مسرح الهواة والمسرح المستقل وهناك نص قدم بالجزائر.
■ هل تحتاج كتاباتك إلى مخرج له صفات معينة؟
- لا.. ليست كتاباتى فحسب، فهناك كتابات كثيرة تتطلب مخرجًا متحمسًا يبذل جهدًا كى يخرج عرضًا مختلفًا، فكثير من المخرجين يستسهلون الأمر ويتكاسلون، فيلجأون لعمل إعداد عن نص عالمى أو نصوص قديمة متداولة، وهناك مخرجون لا يريدون المغامرة بإنتاج عرض جديد له رؤية جديدة.
مسألة إنتاج النصوص تتعلق بالمخرجين فى الأساس، فأنا أرى مؤسسات الإنتاج بريئة، وعلى المخرج أن يجتهد ويبحث عن نصوص جديدة.
■ هل هناك نصوص غير قابلة للتقديم على خشبة المسرح؟
- لا.. كل نص قابل للعرض على خشبة المسرح، سواء كان نصًا أدبيًا أم لوحه تشكيلية، وهناك عروض مستوحاة من لوحة تشكيلية أو من تجارب شعرية لشعراء مثل فؤاد حداد وصلاح جاهين، فكل نص قابل للتقديم على خشبة المسرح، شريطة أن تكون لدى المخرج رؤية فنية جيدة، تحمست لها جهات الإنتاج.
■ هل تعد الجوائز معيار جودة للكاتب أو الفنان؟
- لا.. الجوائز ليست معيارًا لجودة الكاتب، لأنها تخضع لذائقة لجان التحكيم، وهى ذائقة شخصية جدًا. أرى أن الجودة يحددها المتلقى، فهو الذى يحكم فى النهاية على المنتج.
■ ما الفرق بين الكتابتين الإذاعية والمسرحية؟
- النوعان قريبان جدًا من بعضهما فيما يخص الكتابة وأدواتها، فالميكروفون وخشبة المسرح يظهران كفاءة أو عدم كفاءة الفنان، لكن ربما الاختلاف فى الشكل وحساسية كل وسيط.
الكاتب الذى يكتب المسرح يمكنه أن يكتب كل أشكال الدراما، وتجربتى فى الإذاعة بدأت بالتوازى مع تجربتى فى المسرح، فكان أول عمل كتبته للإذاعة عام ١٩٩٨، ولكنه لم ينتج فعليًا إلا عام ٢٠٠١، لأسباب درامية، وحصيلتى الآن من الكتابة الإذاعية تقترب من ١٤ مسلسلًا، إضافة إلى برامج درامية وسهرات.. وأنا ممتن جدًا للدراما التى قدمتها للإذاعة المصرية.
■ لماذا نشهد تراجعًا فى المسرحيات الإذاعية؟
- مكتبة إذاعة البرنامج الثقافى ثرية للغاية، وقدمت رموز الإبداع المصرى خلال فترة ثرائها، وكانت مرتبطة بسياق اجتماعى وسياسى معين، وكانت الثقافة تحتل الصدارة، وكان الرهان على الثقافة والوعى والفن.. أعتقد أن السياق اختلف، لكننا لا نزال فى احتياج شديد لها، ومن خلال «الدستور» أنادى بضرورة الاهتمام بالدراما الإذاعية.