زكريا أحمد.. حكاية شيخ الملحنين صاحب البصمة في أجمل أعمال كوكب الشرق
تمر في تلك الأيام ذكرى ميلاد الشيخ زكريا أحمد، والذي يعد أحد عمالقة الموسيقي العربية، حيث قدم عبر مسيرته العديد من الألحان المميزة والتي لا زالت عالقة بأذهان الكثيرين حتى الآن.
وقدم الشيخ زكريا وبيرم التونسي باقة أعمال لكوكب الشرق كانت ومازالت على قائمة الأجمل والأبهي في مشوارها، ومنها : "أنا في انتظارك "، و"حبيبى يسعد أوقاته"، و"أهل الهوى"، و"الأوله في الغرام"، و"الأمل".
هو صحيح الهوى الغلاب
وأغنية "هو الصحيح الهوى غلاب"، كانت بعد عقد التصالح التاريخي بين أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد، وذلك حينما طلب مستحقاته من الإذاعة المصرية من طبع ألحانه على أسطوانات أم كلثوم، الأمر الذي رفضته أم كلثوم، بذريعة امتلاكها تنازلًا خطيًا منه عن تلك الحقوق، لكنها أسرت لمقربين لها أن زكريا على حق لكنه يبالغ في تلك الحقوق.
وفي عام 1948 رفع الشيخ زكريا أحمد دعوى قضائية يطالب بزيادة حقوقه في الأداء العلنى لأغنيات أم كلثوم، وترتب على الدعوى خصامهما، حتى جلسة 25 يناير 1960.
ونجح القاضي عبدالغفار حسني في الصلح بين زكريا أحمد وأم كلثوم ، ليقوم زكريا بتلحين ثلاث أغنيات لأم كلثوم خلال عام 1960 بسبعمائة جنيه عن كل لحن، وعلى هذا تنازل زكريا عن دعواه ضدها، وفي مساء يوم 1 ديسمبر 1960 حدث اللقاء في أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" كلمات بيرم التونسي.
الأولة في الغرام
الصدامات في حياة الشيخ زكريا أحمد كانت كثيرة وكبيرة لدرجة أن لايمكن إلا أن تندهش أمام صلابة شيخ الملحنين، وتعد صدمة فقدان أولاده الثلاثة هي أبرز تلك الصدامات التي عاشها الشيخ زكريا، فقد ابنيه الأول منتحرًا والثاني لم يعرف أحد مصيره، والثالث مات حزنا وكمدا على رحيل شقيقيه.
وكان أقرب الناس إلى قلبه وعقلة هو الشاعر الكبير بيرم التونسي، وقد حاول في طريقة ليخرجه بها من أحزانه، وأسمعه قصيدة "الأولة في الغرام"، وحين وصل بيرم إلى المقطع الذي فيه "حطيت على القلب إيدي وأنا بودع وحيدي وأقول يا عين،، يا عيني اسعفيني وبالدمع جودي"، انهمر الشيخ زكريا في البكاء ثم امسك عوده، وظل يبكي هو وبيرم، ثم يدندنان، واستمرا هكذا لمدة يومين حتى اكتمل اللحن، وجاء اللحن في قالب الموال من مقام الحجاز.
رحل الشيخ زكريا أحمد تاركا بصمته في عالم الموسيقي الشرقية وعلامات مضيئة في الأغنية العربية، وجاء ذلك بعد رحيل صديقه الروحي بيرم التونسي ب 40 يوم في الـ 14 من فبراير 1961.