سر لوحة حمام تل العمارنة في مصر.. طيور نادرة ووحشية
اكتشف علماء الآثار "تحفة فنية مصرية قديمة" في أنقاض قصر ملكي عملاق في تل العمارنة في مصر، تم رسمها بدقة بحيث يمكن تحديد أنواع الطيور التي تصورها بدقة.
وبحسب مجلة "آي إف إل ساينس" الكندية، فإنه تم العثور على العمل الفني في تل العمارنة، وهو موقع أثري كانت فيه عاصمة أواخر الأسرة الثامنة عشرة، حيث يُعتقد أن المدينة بُنيت عام 1347 قبل الميلاد للفرعون أخناتون، ولكن تم التخلي عنها بعد وقت قصير من وفاته عام 1332 قبل الميلاد.
وتابعت المجلة أنه عندما تم التنقيب عنه لأول مرة في عام 1924، اكتشف علماء الآثار مجمع قصر فخم كان في السابق مملوكًا لمريتاتين، ابنة الفرعون والملكة نفرتيتي، من بين العديد من الغرف الكبيرة التي تزين القصر، توجد "الغرفة الخضراء" التي تحتوي على تصوير مذهل لطيور تمرح حول مستنقع من ورق البردي.
سر لوحة الطيور المصرية
وقال الدكتور كريستوفر ستيمبسون والبروفيسور باري كيمب، الباحثان في هذا المشروع الأخير: "منذ ذلك الحين أصبحوا يعتبرون من روائع الفن المصري القديم، وظهرت في هذه اللوحات بعض الصور الأكثر مهارة والطبيعية للطيور المعروفة من مصر السلالة."
وفي دراسة جديدة، تمكن باحثان من المملكة المتحدة الآن من تحديد جميع الطيور المختلفة في العمل الفني بمساعدة البيانات الحديثة لعلم الطيور ونسخة عالية الجودة من القطعة التي صنعتها نينا دي جاريس ديفيز عام 1924.
وقال الدكتور ستيمبسون، مؤلف الدراسة من متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أكسفورد "لا أحد يعرف على وجه اليقين، على الرغم من أن الغرفة الخضراء كانت على الأرجح مكانًا للراحة والاسترخاء، فالرسوم التوضيحية في مقابر الصخور في العمارنة قد تُظهر أماكن مماثلة حيث تسترخي النساء وتتواصل مع الآخرين وتعزف الموسيقى.
وتابع "في الغرفة الخضراء، كان الجو محسنًا على الأرجح برؤى الطبيعة، بينما كانت التأثيرات المهدئة للعالم الطبيعي على نفس القدر من الأهمية في ذلك الوقت، كما هي اليوم".
وأكدت المجلة أنه لا يزال هناك بعض الالتباس حول بعض أنواع الحمام، حيث تصور اللوحة الحمام الصخري، وحمامات النخيل، وحمامات السلاحف المحمر، والحمام الصخري الأزرق، في حين أن بعض هذه الأنواع ، مثل الحمام الصخري، لن يتم العثور عليها بشكل طبيعي في مستنقعات البردي، ويعتقد الباحثون أنه ربما تمت إضافتها لجعل المشهد يبدو أكثر وحشية وجامحة وقريبة من الطبيعة.