صنع الله إبراهيم: بدأت الكتابة في مرحلة الثانوي وتبلورت خلال فترة السجن
قال الروائي صنع الله إبراهيم، خلال لقائه بقراءه بدار هن للنشر، والذي أقيم تحت عنوان “الكتابة وقضاياها”: لا دروس هناك ولا نصائح يمكن اعطاءها سوي أن الكاتب، يكتب وفقط، دون الجري وراء أسلوب متقعر، إنما يكتب بأسلوب بسيط تلغرافي.
ولفت “صنع الله”، إلي أهمية استخدام الكاتب للكلمات الموحية والتي تعطي إيحاءات أخرى دون لفظها المباشر.
وعن أسباب اتجاهه إلى الكتابة كمحور في حياته، أضاف صاحب روايات نجمة أغسطس، شرف، بيروت .. بيروت، اللجنة، ذات وغيرها: "كل إنسان بيكتب، مفيش حد مكتبش تقريبا، إنما في مراحل الطفولة والمراهقة يبدأ الإنسان في اكتشاف نفسه وميوله، ويعبر عن نفسه ويتأثر بكل ما يحيطه فيبدأ في الاتجاه إلي الكتابة.
بدأت الكتابة في مرحلة الثانوي، وأيضًا نضجت رغبتي في الكتابة بشكل جدي خلال الفترة التي قضيتها في السجن. وخلال فترة المراهقة لم يكن لدي أصدقاء، ونتيجة للظروف العائلية كنا ننتقل من مكان إلي مكان باستمرار، وهو ما لم يتح لي إنشاء علاقات صداقة ثابتة وممتدة مع أحد، من هنا كانت القراءة هي الحل المنقذ الوحيد أمامي، فكنت طوال الوقت أقرأ خاصة روايات الجيب والتي ظهرت في ثلاثينيات القرن العشرين، وأسسها شخص اسمه “عمر عزيز أمين” من دار الجيب وكان مقرها في شارع الجيش، ومن هذه الدار أصدر “مسامرات الجيب”، ومجلة اسمها “الاستديو”، وروايات الجيب والتي كانت تصدر أسبوعية استمرت في الصدور لعدة سنوات، إلى أن أضاع ناشرها نقوده في القمار.
وأوضح صاحب رواية "الجليد": كانت سلسلة روايات الجيب مهمة جدا لجيلنا، خاصة وأن كاتبها اعتمد على الأسلوب الحديث وقتها في الكتابة، ألا وهو الأسلوب الصحفي، الأسلوب البسيط، المترجم الوحيد الذي كان يشذ عن هذه القاعدة مترجم اسمه “عباس حافظ” وهو كان أستاذ كبير في الترجمة، وكانت كلماته من النوع المتقعر، بينما بقية المترجمين كانوا رائعين من بينهم عمر عزيز نفسه ومترجم أخر اسمه صادق راشد، وأسعد فريد وابنائهم أيضا أصبحوا مترجمين ممتازين فيما بعد، كان أسلوب هؤلاء المترجمين يمتاز بالبساطة، كما أنهم كانوا يختارون الروايات التي تتناول موضوعات محببة إلي القارئ، مثل الروايات التي تحتوي على ألغاز ومغامرات وأجواء غامضة مختلفة عن الروايات السائدة في تلك الفترة.
ولفت “صنع الله” إلي: من خلال روايات الجيب تعرفت علي أشياء كثيرة مذهلة جدًا، في التاريخ وفي الجغرافيا، وكان من الطبيعي أن تخلق لدي الرغبة في التأليف والكتابة.