بعد دعوة الرئيس..
رئيس«دينية الشيوخ» يضع استراتيجية متكاملة لـ«الحوار الدينى»
وضع الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، استراتيجية لتنفيذ الحوار الديني الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال عامر لـ" الدستور"، إن المؤتمر الاقتصادي، ناجح وأصدرت الحكومة قرارات وتوجيهات تفعيلا لبعض توصيات الموتمر واقتراحاته، وأكد رئيس الجمهورية بأهمية ضم الحوار الديني ضمن الحوار الوطني.
وأضاف عامر أن المؤتمر يعبر عن معانٍ كثيرة ودلالات نقتبسها من الكتاب والسنة، منها قول الله تعالى :"وشاوِرْهم في الأمْرِ "،آل عمران (159)، "وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ" الشورى (38)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسئولٌ عن رعيَّتِه".
وأشار إلى أن هذه معان ودلالات تؤكد أهمية الحوار والتفاعل بين جميع أفراد الوطن من أجل تقدمه في مختلف مجالات الحياة وكل فرد من أفراد المجتمع مسئول كل في مكانه وموقعه ـ والحقيقة أن ما يحدث الآن في مصر يعبر عن صناعة حضارة جديدة تُعنى بالإنسان قبل البنيان، وحديث رئيس الجمهورية في الجلستين الافتتاحية والختامية لهذا المؤتمر حديث يعبرعن النقاء والشفافية المطلقة، كما يعبر عن أنه حديث من رب أسرة كبيرة حانٍ عليها تماما، حريص على تحقيق الرفاهية للجميع، يحث على ترسيخ الود والتراحم والتعاطف بين أفراد الوطن بعضهم البعض، ويلخص هذا المعنى قوله: "اكرهوا الفقر وليس الفقراء".
ولفت إلى أنه حديثه يؤكد أهمية مشاركة وتفاعل القطاع الخاص والمجتمع المدني الحكومة والدولة في كل ما يمكن الوطن من امتلاك القوى والتقدم في مختلف المجالات حتى يستمر قويا في حفاظه على العباد والبلاد.
وتابع: "أكد الرئيس أن الوطن في حاجة إلى تضافر كل الجهود غير العادية في مختلف المجالات، سواء كانت جهود مؤسسات وهيئات أو أفراد، لذا أكد الرئيس أهمية الحوار في القضايا والموضوعات الدينية من خلال "الحوار الوطني" وغيره، ذلك لأن انضباط الفكر الديني يؤدي إلى استقرار المجتمع، وبالتالي يتقدم في شتى أمور حياته.
وعن أهمية الحوار الديني، رأى عامر، أن هناك موضوعات مهمة يجب الحوار فيها مع رجال الدين المتخصصين وغيرهم من المثقفين والمفكرين والإعلاميين المهتمين بالموضوعات الدينية وفي مقدمتها تأتي موضوعات الحد من ظاهرة الطلاق، والعنف الأسري، وتوثيق الطلاق الشفهي، وزواج القاصرات وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بالأسرة.
وأوضح أن استقرار الأسرة استقرار للمجتمع، وتعتبر قضية الزيادة السكانية من أهم القضايا التي يجب طرحها من خلال الحوار الديني؛ لأن الزيادة السكانية المستمرة تلتهم أى تقدم وتطور، بل تلتهم مستقبل الأجيال القادمة كذلك ومن هنا يجب على المتحاورين في الموضوعات الدينية أن يولوا هذه القضية عناية ورعاية خاصة.
وأن حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: "تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة "، يدل على أن "النبي صلى الله عليه وسلم" سيباهي بأمته يوم القيامة الأمم الأخرى، بفضل ما قدمته أمته "صلى الله عليه وسلم" من عمارة للكون ومن صناعة للحضارة والتي من ركائزها عبادة الله الواحد، والبناء والتعمير، وتربية النفس والوجدان، وليس بأمة عالة غيرها تتكفف الناس مستهلكة لما ينتجه غيرها، لا تملك قوى تحافظ بها على أرواحها وعقولها وممتلكاتها العامة والخاصة ونسلها وكرامتها.
وأرى أهمية أن تقوم المؤسسات الدينية مجتمعة بمشاركة غيرها من المعنيين بوضع استراتيجية وطنية للحد من ظاهرة الطلاق والعنف الأسري وزواج القاصرات، وغيرها من القضايا الدينية الناتجة عن فهم غير صحيح للدين وتعاليمه، وهذه القضايا التي تعوق الأسرة من أن تهنأ بالحياة المستقرة، وبالتالي تحرم الأسرة الكبيرة من الاستقرار.
وأوضح أن وعي أفراد الأسرة بصحيح الدين والالتزام بتعاليمه يجعلها قادرة على تربية جيل يتسم بالتسامح والود والتراحم والتعاطف والتعاون وحريص على أن يكون قويا في شتى مجالات الحياة منتجا لاحتياجاته ومتطلباته وكافيا لحاجات غيره ومتطلباته كذلك.