رحلة المبدع بهاء طاهر الأدبية وذكرياته في سنوات الشباب والجامعة
غيّب الموت، مساء أمس الخميس، الروائي الكبير بهاء طاهر، عن عمر ناهز 87 عاما، وحقق بهاء طاهر خلال مسيرته الإبداعية ما يطمح إليه أي مبدع في الذيوع والانتشار ليصبح أحد أبرز أعلام المشهد الروائي العربي، ولعبت موسوعيته الفكرية والمعرفية بجانب إبداعه في القصة والرواية والترجمة دورا كبيرا وبارزا في أن يحصد اسم بهاء طاهر العديد من الجوائز الإبداعية الأهم والأبرز في المشهد الإبداعي العربي.. وفي التقرير التالي نستعيد ذكريات الراحل بهاء طاهر في سنوات الشباب والجامعة.
"في فترة الجامعة كانت هناك الحميمية الأدبية، رجاء النقاش، عبد المنعم عواد يوسف، الشاعر كامل أيوب، القاص وحيد النقاش، الحوار مختلف الاتجاهات والمصادر في الشعر والأدب والفلسفة".. هكذا روى الأديب بهاء طاهر في حواره لجريدة "الأهالي" عام 2001 بداية رحلته مع الأدب.
وسرد بهاء طاهر، بأن رحلته الحقيقية كانت مع مغامرة النشر، لأن المقابل المادي وقتها كان قليلا للغاية، حيث لم يكن سوى مجلة "المجلة" التي تتيح نشر الأعمال ويشرف عليها الأديب يحيى حقي، و"المساء" يشرف عليها عبد الفتاح الجمل.
وكانت نشر القصة القصيرة مكسبا كبيرا بالنسبة للأديب بهاء طاهر، إذ كانت الأعمال تتراكم أمام الناشر، لكن مع مرور الوقت كثرت منافذ النشر في مصر وغيرها من الدول.
وحكى أن أول قصة نشرها كانت في مجلة "الكاتب" حيث قدمها له الأديب يوسف إدريس، قال:" قدمني بصورة جميلة تشعرني أنه أعطاني هذه الدفعة للأمام".
وشرح "طاهر" أن شخصيات أعماله الأدبية هي التي تختاره، فعندما بدأ في كتابة "خالتي صفية والدير" باعتبارها قصة قصيرة فوجئ أثناء العمل عليها أن الشخصيات تفرض وجودها عليه بالإضافة للأحداث والمساحة الزمنية للعمل، بسبب نشوء علاقات عديدة وتفاعل بين الشخصيات.
ولم يكن للأديب بهاء طاهر أي طقوس في الكتابة، إذ كان يفصل الجلوس على المكتب والكتابة بشكل منتظم، دون أي عادات خاصة للكتابة.
يشار إلى أنه ولد بهاء طاهر عام 1935، وهو مؤلف روائي وقاص ومترجم ينتمي إلى جيل الستينيات.
منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته واحة الغروب، حصل على الشهادة الجامعية من كلية الآداب قسم التاريخ، عام 1956 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون سنة 1973.
عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة. بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما. وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر.
وحاز بهاء على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، وحصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وحصل على جائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى - تعديل خالد خيري، كما حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب.