أسرته زارت قبره صباحًا..
فى ذكرى ميلاده الـ99.. هنا عاش هيكل أيامه الأخيرة
تحل اليوم 23 سبتمبر الذكرى المائة على ميلاد واحد من أعظم ما أنجبت الصحافة المصرية، وهو محمد حسنين هيكل الذي أثرى صاحبة الجلالة بالعديد من المقالات والكتب القيمة، في رحلة طويلة منذ عام 1923، وحتى وافته المنية عام 2016.
وعلى بعد أمتار قليلة من منزل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتحديدًا في عمارة رقم 92 بشارع النيل الملاصقة لفندق شيراتون في حي الدقي، عاش الكاتب الكبير قرابة خمسين عامًا، استقبل خلالها عددًا كبيرًا من مشاهير المجتمع المصري والدولي، حيث تقع شقته في الطابق الثالث، ومكتبه أيضًا بنفس الدور، بالاقتراب من البناية الفارهة، المطلة على نيل القاهرة، وجدنا كشك أمن خاصًا بالعقار، كشفنا له عن هويتنا الصحفية وطلبنا منهم الصعود لمقابلة أفراد أسرة الراحل في ذكرى ميلاده.
على الفور قام فرد الأمن بمهاتفة الأسرة تليفونيًا لاستئذانهم لإجراء المقابلة، وتحدثنا مع شخص يدعى أحمد، أحد الموظفين العاملين معهم، وقال: "طبعًا النهاردة ذكرى جميلة وهي عيد ميلاد هيكل، وقامت الأسرة صباح اليوم بزيارة قبره في مصر الجديدة، ثم عادوا إلى المنزل مرهقين بسبب الزيارة، واعتذر عن إجراء المقابلة مع زوجته، بسبب إصابتها بإجهاد شديد، على وعد بتحديد ميعاد في أقرب فرصة ممكنة".
وهي الرغبة التي احترمناها بالطبع، وقد انصرفنا بعدها من بهو العمارة التاريخية، مترجلين إلى أقرب جيران عاصروا الراحل، ليتحدثوا عن ذكرياتهم معه، وعند عمارة مقابلة للسفارة الروسية، تحدثنا مع حارس عقار، وقال لنا "الأستاذ محمد حسنين هيكل عاش هنا بدون أي حد ما يشعر بوجوده، حيث إنه كان يأتي في هدوء وينصرف في هدوء، للاطمئنان على أفراد أسرته، وبالطبع كان يزوره عدد كبير من الفنانين والكتاب والمثقفين، ولكن في الأيام الأخيرة له اقتصرت الزيارات على الأهل والأصدقاء فقط، وكان يملك مزرعة في منطقة اسمها برقاش على حدود الجيزة، كان يمكث بها فترات طويلة، لشعوره براحة نفسية بها، وعلمنا أنه كان يستمد بنات أفكار كتاباته من خلالها، بسبب الهدوء الكبير هناك".