«الروم الأرثوذكس»: بعثة برئاسة أم الملك عثرت على صليب المسيح
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس اليوم، بعيد الصليب وأصدرت صفحة «إيماننا الأرثوذكسي القويم المنبثقة عن كنيسة الروم الارثوذكس، والناطقة باللغة العربية لخدمة ابناء الكنيسة بالوطن العربي، دراسة عن الاحداث المرتبط بها عيد الصليب.
وقالت إنه يرتبط بهذا العيد عدد من الأحداث التاريخية المتباعدة، وأول هذه الأحداث أن قسطنطين الملك، كان يستعد لمواجهة خصمه مكسنتيوس ودخول روما, أبصر, في السماء، ذات ليلة علامة الصليب المحيي في هيئة نورانية وهذه الكتابة من حولها: (بهذه العلامة تغلب). فاتخذها شعاراً رفعه على بيارق جيشه وانتصر.
ثم انه في السنة العشرين من حكمه أوفد بعثة برئاسة والدته إلى الأرض المقدسة ملتمساً عود الصليب ذاته، وبعدما أجرت البعثة استطلاعاً أولياً، تبين لها أن القول الشائع بين العامة والمتناقل، أباً عن جد، يفيد أن الصليب مدفون تحت هيكل فينوس الذي كان قد بناه الإمبراطور إدريانوس في النصف الأول من القرن الثاني للميلاد، وباشرت البعثة بالحفر واستمرت فيه إلى أن وقعت على ثلاثة صلبان, لا واحد.
فحارت هيلانة، والدة قسطنطين, في أمرها, أياً من الثلاثة يكون صليب الرب يسوع. في تلك الأثناء كانت جنازة مارة في الجوار, فقام مكاريوس, أسقف المدينة إلى الجنازة فوقف المشيعون. ثم جيء بأعواد الصليب، الواحد تلو الآخر، فمس القديس مكاريوس بها الجثة. وما أن وقع على الميت أحد هذه الصلبان حتى ارتعش وعادت روحه إليه. فأيقن الجميع في ذهول أن هذا هو صليب الرب يسوع حقاً.
ويقال إن امرأة كانت في حال النزع الأخير وضع الصليب عليها فشفيت لتوها. فقام الأسقف مكاريوس ورفع الصليب عالياً بكلتا يديه وبارك به الشعب، فخرج من الشعب صوت واحد هاتفا: (يا رب ارحم )، ومنذ ذلك الحين رسم الآباء القديسون. أن يحتفل برفع الصليب الكريم في كل الكنائس, كل عام, في مثل هذا اليوم.
ثم إن الملك خسرو الفارسي غزا أورشليم في العام 614 فأخذ عبيداً كثيرين، كما استولى على عود الصليب وعاد به إلى عاصمته المدائن حيث بقي أربعة عشر عاماً إلى أن تمكن الإمبراطور البيزنطي هرقل من دحر خسرو واسترداده.
على أن العيد ليس احتفالاً باكتشاف عود الصليب ورفعه أو استرداده وحسب، بل بما تحقق به، فبالصليب (أتى الفرح إلى كل العالم)، وبالصليب رفع اليد (كل طبيعة ادم الساقطة) (مسترداً جميع البشر)، وبالعود، تم تدبير الله الرهيب من أجلنا.