«نيوكلاف».. قصة دواء مغشوش في الأسواق
تسبب تحذير هيئة الدواء المصرية المواطنين من تداول عبوات مغشوشة لدواء في الأسواق في ذعر كثير من المواطنين، وكانت التحذير من تداول عبوات دواء "نيوكلاف" لحساسية الأطفال.
إذ قالت الهيئة المصرية، في بيان رسمي، إن الشركة صاحبة مستحضر “New-Clav Extra Strength 642.9mg /5ml” أبلغت في خطاب رسمي أرسلته عن “احتمال وجود عبوات مغشوشة من هذا الدواء في السوق”.
ودواء “نيوكلاف شراب للأطفال” هو مضاد حيوي يعتمد عليه الأطباء في علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، إضافة إلى التهابات الأذن الوسطى والالتهابات البكتيرية.
وأكدت الهيئة أن هناك العديد من الفروق بين العبوات السليمة ونظيراتها المغشوشة، إذ أن العبوات السليمة تعطي لون أصفر عند ذوبانها، بينما المغشوشة فهي غير قابلة للذوبان، كما أنها تظهر محلول مترسب أبيض اللون في حال ذابت.
وأضاف بيان الشركة عن الفروق: “كذلك النشرة الداخلية تكون واضحة في العبوات الأصلية في حين أنها مهزوزة بتلك المغشوشة، فضلا عن الكرتون الخارجي ولسان غلق العبوة العلوي والزجاجة الداخلية”.
كشف الدكتور أشرف عقبة رئيس أقسام الباطنة بجامعة عين شمس، عن الأضرار التي تنتج عن تناول الدواء المغشوش، موضحًا أنها خطيرة إذ أن الدواء المغشوش قد يؤدي إلى مشكلات صحية جمة بكل من الكلى والكبد والأوعية الدموية، كما قد يؤدي إلى اطمئنان زائف من قبل المريض بأنه يتناول العلاج السليم وحقيقة الأمر ليس كذلك.
وتابع بقوله إن دواء "نيوكلاف" هو مضاد حيوي، وفي حال تناوله مغشوشًا يتسبب في إنتاج أجسام مضادة داخلية لأي مضاد حيوي خارجي آخر، مما يفقد معه جدوى تناول أي مضاد حيوي في المستقبل، وهو ما ينتج عنه الإصابة بالعديد من الأمراض في العديد من الأمراض.
وأوضح “عقبة” أن دواء "نيوكلاف" تصنيع شركة محلية الصنع وذات سمعة طيبة، مُشيرًا إلى أن الشركة نفسها اكتشفت وجود عبوات مقلدة تم غش المادة الفعالة للدواء بها، وهو ما دعا الشركة إلى الإعلان عن الأمر وتوضيح الفروق بين العبوات الأصلية والعبوات المغشوشة.
وتابع موجهًا نصيحته للمواطنين بضرورة تحري الشراء من صيدليات موثوق بها تأتي بالأدوية من موزعين وموردين على درجة عالية معتمدين، مُشيرًا إلى أن المواطن العادي يصعب عليه تحديد الدواء المغشوش من الأصلي.
ومن ناحيته قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية، في حديثه "للدستور" إن قضية غش الدواء هي قضية عالمية ولا تقتصر على مصر فقط، مُشيرًا إلى أن الأزمة تكمن في شراء بعض الصيدليات للأدوية من مخازن غير معترف بها، بواعز التوفير وتحمل نفقات مالية أقل، وهذا على حساب صحة المرضى.
وتابع أن أكثر المخازن وشركات تحت بير السلم التي تصنع الدواء المغشوش تتركز في الأقاليم، وذلك لضعف الرقابة هناك وتمركزها في العاصمة.
وأضاف أنه من الصعب تفرقة الدواء المغشوش عن الأصلي، وذلك لأن تلك الشركات تعمل بشكل دقيق على تقليد العبوات الأصلية، مردفًا أنه من الممكن أن يكتشف المريض الذي يتناول العلاج بشكل مزمن تلك العبوات المغشوشة، وذلك من خلال تغير لون القرص على سبيل المثال، أو لون الكتابة على العبوة أو غيرها من لا فروق البسيطة التي قد لا يلاحظها إلا من اعتاد على تناول هذا الدواء لفترات طويلة.
وأكد أن الحل يكمن في شراء الأدوية من صيدليات موثوق بها، وتجنب الشراء من على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يكثر بيع الأدوية المغشوشة من خلالها.
وكانت قد أصدرت هيئة الدواء المصرية 17 منشورًا منذ بداية العام الجاري للعديد من المستحضرات المغشوش والمُقلّدة أو غير المطابقة للمواصفات؛ موجهة بضبط وتحريز ما يوجد بالسوق المحلية، والوحدات الحكومية من هذه الأصناف.