لاحقته المخابرات لـ12عامًا.. قصة المناضل «عبد الحي كيرة» من التخفي وحتى الاغتيال
بعد أن كُشف أمره في اعترافات قتلة السير “لي ستاك” عام 1924، بدأت المخابرات البريطانية ملاحقته وأصبح أحد أهم المطلوبين على قائمتها، قبل أن تُصدر منشورًا لجميع مكاتبها حول العالم تقول فيه: «اقبضوا عليه حيًا أو ميتا، اسمه احمد عبدالحي كيرة، كيميائي كان طالباً في مدرسة الطب، خطير في الاغتيالات السياسية، قمحي، قصير القامة وذو شارب خفيف وعمره 28 عاماً».. أنه المناضل الشعبى أحمد عبد الحي كيرة البطل الحقيقي الذي تُجسد بطولاته في فيلم "كيرة والجن" و رواية "1919" للكاتب أحمد مراد؛ والذى يعرض الآن فى دور العرض السينمائية.
الأديب المصرى الوحيد الذى ألتقى"كيرة" بعد ان نجح قيادات الجهاز السري للثورة فى تهريبه الى خارج مصر بجواز سفر من ليبيا ومنها إلى تركيا كان هو الأديب يحيي حقي؛ وكان وقتها يعمل موظفًا بالقنصلية المصرية في اسطنبول عام 1930.
وعلى مدار ا4 سنوات.. التقى يحيي حقي بـ"كيرة" أكثر من مرة، وهو ما تناوله في مقالاته “حقي” في بعض مقالاته؛ قائلاً: "بعبع الانجليز يبحثون عنه بعد أن فتلوا له حبل المشنقة، كنت لا ألقاه إلا صدفة وألح عليه أن نأكل معا فيعتذر قائلا: قريباً ان شاء الله، وظل هذا حالي معه أربع سنوات كلما ادعوه يعتذر بأدب، وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد، كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة وغلبت صفرته التحتانية على لونه الأصفر، يمشي على عجل ويحذر كأنه يحاول أن يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلو كلامه من أي عاطفة، فلا تدري إن كان متعبًا أو غير متعب.. جيبه نظيف أم دافئ، معدته خاوية أم عامرة؟”.
وكتب “حقى” أيضا: “حاولت ان أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي أنه يسكن في ثلاث شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، إنه يعلم أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتي لو فر الى اقصى الارض، انها لا تنسى ثأرها البائت”.
استمر"كيرة" في هروبه، وبعد توقيع معاهدة 1936، سافر إلى تركيا، وتم خداعه من قِبل عملاء الإنجليز في مصر.
ويُذكر أن 3 ضباط بالقلم السياسي هم " جريفز ، ماركو ، اسكندر بورجوزافو "، نجحوا في استدراجه إلى إحدى ضواحى إسطنبول واغتالوه ثم مثلوا بجثته وعادوا إلى مصر بعد أن قاموا بقتله، حتى عُلم بأمر مقتل "كيرة" وكُشف عن هويته.