«صباح الخير يا مصر» مسرحية سخرت من تفريق نصر حامد أبوزيد عن زوجته
على خلفية الهجمة الشرسة التي تعرض لها الدكتور نصر حامد أبو زيد والذي تمر ذكرى ميلاده اليوم، وانتهت بحكم التفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس، يروي “أبو زيد” عن الجانب الآخر من القصة، عن المصريين ــ وفي مقدمتهم النساء ــ اللواتي ساندنه ووقفن بجانبه ضد حراس العقيدة المتاجرين بالله ودينه.
يقول نصر حامد أبو زيد للكاتبة الأمريكية إستر نيلسون: وجدت في استجابة العديد من النساء المصريات اللائي أجريت معهن مقابلات صحفية ما يبهجني. فلقد أقررن معظمهن أنهن لسن على دراية وفهم بما فعله نصر حامد أبو زيد، لماذا هذه العقوبة؟، لماذا الإصرار على الطلاق؟ لماذا هدم أسرة؟ لم يكن لأي من هذا معني لهن. لقد كنً مهتمات بشكل خاص بمصير الأطفال، ولم يكن يعرف معظم الناس أنني لم أنجب. لكن على الرغم من ذلك، كان اهتمامهن تأكيداً لأهمية الأسرة لدى المصريين.
أتذكر إحدى النساء بشكل خاص، كانت أمية، لكن كان ذهنها متقدا، قالت: “فلنفترض أن الرجل قال بالفعل كل تلك الأشياء الفظيعة عن الله والقرآن، أو أنه مرتد، لكنني عرفت أن له زوجة مسلمة جيدة، لو كانت كذلك وتريد زن تعيش معه لماذا لا نتركهما وشأنهما؟ ربما تستطيع لاحقا أن تقنعه بأن يصبح رجلا أفضل”، هذه المرأة غير المتعلمة بفهمها للقضية أثبتت لي كيف أنه علي الرغم من الطابع البطريركي للمجتمع المصري، تستطيع المصريات مقاومة فرض نمط سلبي للحياة عليهن، وتحمل مقاومتهن في قلبها احتمالية هز تلك البني البطريركية، ممهدات بذلك الطريق لمجتمع أكثر عدلا.
"صباح الخير يا مصر" مسرحية سخرت لتفريق نصر حامد أبوزيد عن زوجته
ويتابع “نصر حامد أبو زيد”: في نفس الوقت، انتشرت النكات ورسوم الكاريكاتير في المجلات والصحف. أحد تلك الرسوم كانت لرجل يجلس مع امرأته قائلا: “أود أن أعرف كيف فعلها أبو زيد”. كما علمت من أصدقائي أن مسرحية من فصل واحد تحت اسم “صباح الخير يا مصر” ظهرت علي الساحة تسخر من الأحداث التي أدت لإعلاني مرتدا وأدت لحكم التفريق بيني وبين زوجتي (لم أشاهد المسرحية قط ولم أتعرف كاتبها، كل ما أذكره كان ما حكاه لي أصدقائي). عنوان المسرحية يعكس الطريقة التي يرد بها المصريون علي كلام يرونه فارغا، لم تكن المسرحية عني فقط، كانت بعض أجزائها تتعاطي مع الأوضاع السياسية في مصر، مشكلة الإسكان، وغيرها وتسخر من العديد من مناحي المجتمع المصري.
الفصل الأول من مسرحية “صباح الخير يا مصر”، يبدأ بقصاصات علي الشاشة من عناوين الصحف “قضية نصر حامد أبو زيد” مع عرض لأغلفة كتبي . ثم تبدأ بالظهور امرأة متغاظة من جارتها، تسأل زوجها لدي عودته من العمل “ألا يمكن أن تتصرف حيال تلك المرأة؟” فيجيب: “ماذا يمكنني أن أفعل؟”، فتخبره “أنت محامي، لديك مكتب، ألا يمكنك فقط أن تتهم زوجها بأنه مرتد مثلما فعلوا مع نصر حامد أبو زيد، وتطلب التفريق بينهما؟. ينجح الزوج المحامي في رفع القضية وتحكم المحكمة بالتفريق بينهما، لكن من سيترك شقته في ظل أزمة الإسكان الطاحنة؟ لذا يقومان باقتسام الشقة فيما بينهما ويسكن معهما رجل شرطة ليرافب كل حركة منهما، ويتأكد من تنفيذ حكم المحكمة بالفصل، وهو الأمر الذي يفهم في إطار الجنس. ثم يشاهد الجمهور الزوجين في نفس السرير المقسوم إلي نصفين ورجل الشرطة يقف حارسا بينهما .
ويلفت نصر حامد أبو زيد إلي: أعتقد أنني من أوحيت بتلك الفكرة لكاتب مسرحية “صباح الخير يا مصر”، فلقد قمت بإلقاء نكتة أنا وابتهال شبيهه بأحداث المسرحية في أثناء المحاكمة، حينها قلنا إنه لا يمكننا الانفصال، هناك مشكلة، من سيأخذ الشقة ؟ هذا هو الحال في مصر، فتبعا للقانون الشقة من حق الزوجة، وأضافت “ابتهال”: أنا أيضا لن أترك الشقة لـ نصر حامد أبو زيد، علي الحكومة أن توفر لكل منا مكانا ليعيش به.