الأنبا سابا يحذر الرعاة من تقزيم المؤمنين ويطالب بمساعدتهم للنضج
قال المتروبوليت سابا أسبر، مطران إيبارشية بصرى حوران وجبل العرب والجولان، للروم الأرثوذكس: «إن المعرفة وسيلة ضروريّة لخدمة البشر، وإذا ما صارت هدفًا بحدّ ذاتها وانفصلت عن المحبّة صارت تراكم معلومات، لا بل قد تودي بالعارف إلى استخدام معرفته كي يزهو بها وينتفخ، وبهذا المعنى قال الرسول بولس «العلم ينفخ والمحبّة تبني»، فالمعرفة للبنيان أو تكون للخراب، وكلّ معرفة لا توضع في خدمة بناء الإنسان وخلاصه، تُستخدم فيما بعد لقتله وإعاقة خلاصه».
وأضاف في تصريح له: «تكمن عظمة بولس الرسول لا في معرفته فقط، بل في إقرانه المعرفة بحسّ الرعاية وبناء النفوس، كان راعيًا من الطراز الرفيع، طريق الخلاص، لا تقف عند حدود المسموح والممنوع، بل تتخطّاها إلى آفاق الموافق وغير الموافق للخلاص، ويَعلّم بولس الرسول أنّ رعاية المؤمنين كثيرًا ما تتطلّب عدم الاكتفاء بظاهر الوصيّة، وإنما الدخول إلى عمقها، جوهرها، روحها، كذلك الراعي مسئول عن تنبيه المؤمنين إلى خطر التقيّد بلائحة الممنوعات والمسموحات من دون معرفة أسبابها، لئلا يقعوا في خطر اتّباع تعليمات مسلكيّة، دونما بناء الفضائل على الصعيد الشخصي».
وتابع: «كثيرًا ما يتعرّض الرعاة إلى تجربة تقزيم المؤمنين، فبدلًا من إنضاجهم وتنميتهم وتكبيرهم في المسيح، يحفظونهم في إطار اعمل كذا ولا تعمل كذا، فيبقون صغارًا وتهزّهم أيّ أزمة تواجههم».
من جانبه، قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران طنطا للروم: «أيًا كان من يقترب من الكنيسة يجب أن تجد أبوابًا مفتوحة وليس سجناء الإيمان، نحن بحاجة إلى قديسين يذهبون إلى السينما والاستماع إلى الموسيقى والتسكع مع الأصدقاء، ونحن بحاجة إلى قديسين يضعون الله أولًا ويبرزون في الجامعة، ونحن بحاجة إلى قديسين يجدون وقتًا للصلاة كل يوم ويعرفون كيف يقعون في حب الطهارة والعفة، أي يكرسون عفتهم، ونحن بحاجة إلى قديسين عصريين، قديسي القرن الـ21 مع روحانية متجسدة في عصرنا».
وأضاف في تصريح له: «نحن بحاجة إلى قديسين ملتزمين بالفقراء والتغيير الاجتماعي الضروري، ونحن بحاجة إلى قديسين يعيشون في العالم، يتقدسون في العالم ولا يخافون العيش في العالم، ومحتاجين قديسين يشربون الكولا ويأكلون الهوت دوج، من مستخدمي الإنترنت، ويستمعون إلى آي بود، ونحن بحاجة إلى قديسين يحبون القربان ولا يخجلون من تناول البيرة أو تناول البيتزا في عطلة نهاية الأسبوع مع الأصدقاء، ونحن بحاجة إلى قديسين يحبون السينما والمسرح والموسيقى والرقص والرياضة، ونحن بحاجة إلى رفقاء قديسين أصدقاء اجتماعيين، منفتحين، عاديين، أصدقاء، مبتهجين، ونحن بحاجة إلى قديسين هم في العالم ويعرفون كيف يتذوقون الأشياء الطاهرة والطيبة في العالم، ولكن دون أن يكونوا دنيويين».