ولاء جمال: سعاد حسني كانت تُناجي الله عندما تغضب.. و«الراعي والنساء» أنقذها في الغربة (حوار)
في 2018 صدر عن دار بتانة للنشر كتاب "سعاد حسني بخط يدها" للكاتبة الصحفية ولاء جمال؛ وهو قراءة فى سيرة السندريلا الذاتية ووثيقة لرفع الظلم عنها بعد أن طاردتها الشائعات من بعض الأطراف الخفية والمعلنة وبشكل ممنهج.
وكشفت مؤلفة الكتاب، لـ"الدستور" عن الوجه الآخر للسندريلا التي تحل ذكرى وفاتها اليوم 21 يونيو، بعيدًا عن الأضواء والشهرة وإلى نص الحوار:
◘ قلت إنكِ حاولتِ رفع الظلم عن سعاد حسني فى كتابك.. كيف؟
• أي شائعة طاردت سعاد حسنى تتبّعتها وفنّدتها في كتابي؛ وأثبت بالدليل كذبها مع كمية الافتراءات التى تعرضت لها السندريلا لأنها لم تأخذ حقها الأدبى والإنساني، فسُعاد إنسانة نقية وقوية جدًا ولم تكن تتسول كما ادعوا عليها فى لندن؛ لأنها سافرت بإرادتها، كذلك شائعة ظهورها فى حفلات التلفزيون عندما كانت تحيي حفلات ليالي التليفزيون وأنها كانت تأكل أفيون على المسرح وأن كل ما حدث أنه فى إحدى الحفلات أعطاها الفنان محمد الحلو قطعة سكر نبات حتى تساعد صوتها على أن يخرج جلياً وقتها قالوا إنها تتعاطى الأفيون، ودعني هنا أؤكد أن سعاد من أبرز مشكلاتها أنها طيبة جدا ولم تكن تقوم بالدفاع عن نفسها.
◘ وماذا عن الجانب الصوفي للسندريلا؟
• سعاد عندما كانت تغضب كل ما كانت تفعله أنها تدخل غرفتها وتكلم ربنا، فمثلاً عندما كان يغضبها زوجها على بدرخان لم تكن تقوم بالرد عليه، بل تدخل إلى غرفتها وتناجي ربها وتكتب شكواها فى رسائل إليه، ودعنى أشير إلى أن السندريلا لم يعرفها الناس إلا اليوم بشكل حقيقى، وعندما حصلت على بعض هذه الرسائل (4 فقط)؛ لأن شقيقتها "جانجا" كانت تشعر بأن هذه الرسائل لا يجب أن تظهر إلى الناس؛ لأنها تتسم بخصوصية فريدة بين سعاد والمولى عز وجل.
◘ وما هى أبرز شكوى السندريلا فى رسائلها إلى الله؟
• كانت دائمًا ما تطلب من الله أن يسامحها إن كانت قد أخطأت أو غفوت أو طمعت، وكانت تطلب من الله أن يبارك لها خطواتها ويشاركها أفكارها وأن يلهمها البصيرة والفعل الإيجابي.
◘ برأيك.. من سبب توقف مشروعها الغنائي للأطفال؟
• سعاد كانت ستقوم بغناء قصيدة باسم "ربنا" وهى آخر ما كتبه الراحل صلاح جاهين، لكنها اكتفت بأن تقولها بصوتها وهى فى لندن بسبب ما تعرضت له من مشاكل جسمانية جعلتها لم تستطع الغناء.
◘ وماذا عن برّها الشديد بوالدتها ورحمتها الإنسانية في علاقتها بأشقائها؟
• علاقتها بوالدتها كانت إنسانية، فالطّيبة الزائدة عن الحد ورثتها عن أمها، كما أن السندريلا كانت علاقتها بأشقائها مميزة حيث كانت دائمًا ما تنفق على أبناء إخوتها وتوفر لهم الدعم المعنوي والمادي، فعندما سافرت إلى لندن اتهموا أسرتها بالتخلى عنها لكنها غادرت بإرادتها وبمفردها وكانت ذاهبة فى البداية لمدة 5 شهور، لكن ما حدث أنها استمرت فى بريطانيا 4 سنوات.
◘ وماذا عن رفضها أي مساعدات من بعض الأثرياء العرب خلال فترة مرضها في الغُربة؟
• سعاد حسني قبل سفرها إلى لندن عُرض عليها مساعدات مالية من أكثر من ثري عربي، لكنها رفضت بسبب عزّة نفسها حتى أنها باعت نسخة فيلم "الراعى والنساء" إلى أحد الأمراء العرب فى لندن واستلمت منه جزءًا من مستحقاتها وحدث أن توفى فخجلت أن تطلب باقى مستحقاتها المالية بعد رحيله، إلى أن أرسلت خطابًا إلى أسرته تعتذر فيه، طالبة باقى مستحقاتها.
◘ أخيرًا.. هل القارئ في انتظار جزء ثان من كتابك عن السندريلا؟
• أتمنى تقديم جزء ثاني من هذا الكتاب، لكن فى الأغلب سأقوم بتنقيحه بعدد من الحكايات، بالاتفاق مع مدير دار بتانة للنشر.