«المستريحين».. كيف تتشابه سلوكياتهم وأزيائهم وحياتهم؟
ظهر عدد كبير من «المستريحين» في محافظات مصر المختلفة، وعلى الرغم من اختلاف نوعية النصب، إلا أن الطرق والوسائل، ربما تبدو واحدة.
ظهر لقب «المستريح» لأول مرة الصعيد، لشخص يُدعى أحمد مصطفى المعروف بـ«أحمد المستريح»، وهو أحد رجال الأعمال والذي أتهم بالنصب، والاستيلاء على أكثر من 30 مليون جنيه، ومن هُنا أطلق على المحتالين في عصرنا هذا بـ«المستريح» أُسوة بلقب بهذا الرجل.
وعلى مدار اليومين الماضيين، انتشر عدد كبير من المستريحين في محافظات مختلفة، وتم النصب على كثير من الضحايا، بملايين الجنيهات أشهرهم «البنك» مستريح أسوان، الذي وعد الناس بالحصول على فوائد كبير من المبالغ التي سيدفعونها، ويزداد «المستريحين» تعقيدًا في محاولاتهم؛ للحصول على أموالك أو تفاصيلك الشخصية، لذلك يجب أن تكون متيقظًا، وتحمي نفسك من التعرض للخداع.
ويستهدف «المستريحين» الأشخاص من جميع الخلفيات، والأعمار، ومستويات الدخل، وقد نكون جميعًا عرضة للخداع في وقت ما، ومع الأسف تنجح عمليات الاحتيال؛ لأنها تبدو وكأنها حقيقية، وتفاجئك عندما لا تتوقعها.
يزداد المستريحين ذكاءً، ويستفيدون من التكنولوجيا الجديدة، والمنتجات، أو الخدمات الجديدة، والأحداث الكبرى؛ لإنشاء قصص قابلة للتصديق تقنعك بمنحهم أموالك أو تفاصيلك الشخصية.
وإليك بعض أنواع الحيل التي يستخدمها «المستريحين»:
حيل الإقامة
يُطلب منك دفع وديعة عن طريق التحويل المصرفي؛ لتأمين منزل أو شقة من موقع إقامة مزيف.
الحيل الخيرية
يطلب منك شخص ما، التبرع لجمعية خيرية مزيفة، أو يتظاهر بأنه من مؤسسة خيرية حقيقية.
الحيل المصنفة
يخدعك المحتالون الذين يتظاهرون بأنهم بائعون شرعيون على مواقع الويب المبوبة؛ للدفع مقابل سلع أو خدمات مزيفة.
المواقع المقلدة
مواقع الويب التي تقدم خدمات من الإدارات الحكومية أو الحكومة المحلية، ولكنها ليست مواقع رسمية، وتعد بجعل العملية أسرع أو أسهل مقابل سعر باهظ.
عمليات الاحتيال من الباب إلى الباب
يقرع شخص ما بابك ويقدم لك منتجًا أو خدمة، ويقنعك بالدفع نقدًا مقدمًا مقابل خدمة لم يتم تقديمها أبدًا.
حيل التذاكر المزيفة
يقوم المحتالون الذين يستخدمون سوق التذاكر الثانوية ببيع تذاكر مزيفة أو تذاكر غير موجودة.
الحيل التجريبية المجانية
يدعوك إعلان يروج لمنتج أو خدمة؛ لتجربتها مجانًا أو بتكلفة منخفضة جدًا، وعند التسجيل قد تقوم بالتوقيع على عضوية أو خدمة اشتراك تحبسك في مدفوعات متكررة مكلفة.
الحيل على استئجار عطلة
تقدم لك المواقع الإلكترونية ورسائل البريد الإلكتروني المزيفة، عطلات أو فيلات غير موجودة، يطلبون منك دفع المال مباشرة في حساب المحتالين.
في الحقيقة تتشابه سلوكيات وأزياء المستريحين في مصر، الأمر الذي يجعلك تعتقد أنهم جميعا تابعين لعصابة بعينها على الرغم من اختلاف مناطقهم وبلدانهم، حيث تجد على سبيل المثال «مستريحوا المنوفية» الذين يقنعون ضحاياهم بالاستيراد والتصدير يتسخدمون نفس أسلوب مستريحوا القاهرة وأسوان والمنيا وهكذا.
وفي أغلب الأحيان يقومون في البداية لمدة تصل إلى 4 إلى 5 أشهر بتقديم الأرباح بالفعل إلى ضحاياهم على سبيل الثقة، ثم يتعثرون ويختفون فجأة، في عمليات نصب بملايين الجنيهات.
كذلك بعض المستريحات من السيدات في أكثر من محافظة يستغلون ضحاياها بإقناعهم بالعمل في مجال الأحذية ومستحضرات التجميل والأزياء، ثم يفرون بملايين الجنيهات، أما المحتالين إلكترونيًا من المتداول أنهم يصطادون الشباب الصغير الباحث عن العمل، ويعدونهم بالسفر للخارج.
ستجد أيضًا أمرًا غريبًا بعض الشىء وهو التشابه في أزيائهم وإكسسوارتهم فمعظم الرجال تجد أنهم يرتدون الجلابيب الفضفاضة والسروال، أما السيدات فمعظمهم بالعباءات السوداء، كذلك ربما نفس ماركات الساعات، فعلى سبيل المثال ظهر مستريحوا أسوان بنفس ماركة الساعات على الرغم من اختلاف عمليات النصب فبعضهم يحتال على الناس في العقارات ومنهم السيارات وغيرهم.
وقد كشف حينها الخبراء أنها جميعها مصنوعة من عيار 18 ذهب خالص؛ لجذب الضحايا الذين يحلمون بالثراء، لكنها متواجدة بالفعل ومتاحة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك فإن المستريحين يقومون بإلقاء أسماء شهرة على أنفسهم في المناطق التابعين لها، ويقومون بعمل مآدب وحفلات ومزادات، من أجل الجذب.
في الحقيقة أسعار أزياء المستريحين وإكسسواراتهم باهظة الثمن من أجل جذب الضحايا، وإيهامهم بأن أموالهم في أيد أمينة، فعلي سبيل المثال أسعار الساعات المشتركة على الانترنت متوفرة بمبالغ تبدأ من ٢٠٠٠ جنيه.