في ذكرى ميلاده.. عندما تضامن كامل التلمساني مع تشارلي شابلن
بمناسبة ذكرى ميلاده 15 مايو 1915، المخرج والكاتب والفنان التشكيلي كامل التلمساني، نروي قصة خطابه إلى شارلي شابلن التي تضمنها كتاب صادر في ديسمبر عام 1958 عن دار الفجر الجديد للنشر والتوزيع ورسم الغلاف فريد كامل ويباع بسعر 20 قرشا.
يكتب التلمساني للفنان شارلي شابلن رسالة يعرف فيها بنفسه قبل ثلاثين سنة من نشر الخطاب على الملأ في كتاب مهدى لشابلن و حياته، حيث كان الصبي الصغير الذي كانه التلمساني قد وجد نفسه أمام السينما لأول مرة في حياته، و لم يكن وحده بل كان معه فقره، وبؤسه -كما يذكر-.
تراهما في كل ماتراه من ثياب و ملامح و سمات و نظرات لما حوله و لمن حوله. حتي الدماء التي تجرى في عروقه، إن كان لمثله عروق دماء فقيرة بائسة حتى الهواء، الذي كان يتنفسه يحمل إليه الفقر والبؤس.
نشر الرسالة المفتوحة لشابلن في كتاب كان إعلانا من التلمساني عن تضامنه مع شابلن و دعمه له فيما وقع عليه من ظلم في عام 1952 حين تم اتهامه بالشيوعية ووضعه تحت طائلة قوانين الفترة المكارثية -نسبة لرئيسها جوزيف مكارثي- وقد تزعمها في أثناء فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي، بل ويدعو التلمساني شابلن للحضور الي مصر كوطن شقيق له وأن يسكن منزله بعد أن أستأذن أمه في استضافة صديقه وهي لن ترفض بعد ان اعتادت استقبال كائنات ابنها كالكلب الذي يأكل الجرب جسده فكيف لا تستقبل شارلي شابلن بمنزلها.
وبعد تردد اتخذ قراره بأن يدعوه إلى حارة الأربعين حيث يسكن وأرفق خريطة جغرافية مفصلة لمكان الحارة من حي الصليبة حيث يقيم وأسرته، ومع كل هذه الدقة خشى أن يخطئ شارلي عنوانه فذكر له أن داره تقع بالضبط أمام محل بقالة الحاج مصطفى العطار وولده.
يكتب كامل التلمساني ما نصه “حضرة المحترم شارلي افندي شابلن يصل و يسلم ليد حضرته في خير وسلام بسينما أوليمبيا الوطني الكبير بشارع عبد العزيز الي مصر المحروسة”، ثم وضع تحت كلمة المحروسة خطاً لزيادة التأكيد، وذهب بعدها يودع كنزه في صندوق البريد وانتظر الصبي، ومر يوم وأسبوع وشهر وسنة وثلاثون سنة من الانتظار المتواصل لم يفقد فيها الأمل أن يصله الرد على خطابه، وفي كل خطاب يصل إليه يتوقع أنه الرد على خطابه، أو بحسب تعبيره "إننا نتوقع المعجزات ممن نحب".
طبقا لعدد الأهرام الصادر بتاريخ 11 مارس زار شابلن مصر في مارس 1932، حضر للقاهرة بصحبه شقيقه سيدني شابلن وسكرتيره من الأصل الياباني "كونوا" وصاحبهم المترجم "الترجمان" محمود فرج.
وفي زيارته الثانية عام 1967 برفقة أونا زوجته وهي ابنة الكاتب أوجين أونيل، واستقروا في فندق المينا هاوس وزار الأهرامات وركب الجمل وزار استديو مصر واستقبله مديره سليمان بك نجيب ومشاهير الفنانين حينها.
و لكن لا يوجد ما يثبت شابلن قد زار صديقه المجهول حينها و القاطن في حارة الأربعين والذي كان قد وجه الدعوة الغير رسمية له بزيارته، والتي لا نعرف حتى الآن إن كانت قد وصلته أم لا.