«نزار قباني مصمم أغلفة كتب».. أسرار في حياة المثقفين
كل كاتب يمتلك أسرارا وعادات غريبة منذ صغره، ليست لها علاقة بمجاله الأدبي، ومنهم من اعترفوا بها بأنفسهم، ومنه ما تم الكشف عنه من خلال أحد المقربين لهم بعد وفاتهم.
وإليك أغرب أسرار المثقفين كما كشفوا عنها بأنفسهم في حوارات قديمة لهم، عدنا إليها لاسترجاع أسرار غريبة والتعرف على العالم الآخر لعدد من الكتاب والمفكرين.
نزار قباني
ما لا يعرفه الكثيرون أن نزار قباني "خطاط" من الطراز الممتاز، ومصمم أغلفة كتب بدرجة فوق الممتاز، وأن أغلفة دواوينه المنشورة وخطوط عناوينها جميعها خطها وصممها قلم نزار.
وربما يكون ثاني كتاب صمم نزار غلافه وكتب اسمه واسم مؤلفه بخط يده هو كتاب "حضارة الطين" لمؤلفه صديق نزار، الأديب السوري الراحل الدكتور شاكر مصطفى وزير الإعلام في سوريا عام 1964، وقد صدر هذا الكتاب أوائل الخمسينيات، أما أول كتاب صمم نزار غلافه، وكتب بخط يده اسمه واسم مؤلفه فهو ديوان "سامبا" ثالث دواوين نزار قباني الصادر عام 1949.
وقد أسهم نزار قباني إلى حد كبير بتطوير وتحديث الخط العربي في بلاد الشام، وبابتداع أساليب عصرية متطورة للإعلان عن صدور كتاب.
نوال السعداوي
لم تكن الكاتبة الراحلة نوال السعداوي كغيرها من الفتيات اللاتي تحلمن بالزواج، والغريب أنها كانت تأمل أن تكون راقصة وفنانة ومغنية، فكانت ترى أن الرقص عملية فكرية مستطردة: نحن نأخذ الرقص في بلادنا على أنه عملية جسدية، الناس يحتقرون الراقصات.. الرقص متعة فكرية يعني حينما أكون روائية ومفكرة وفيلسوفة أنا أرقص بطريقة أخرى لأن الجسم والعقل والروح تلتحم معا في كيان واحد، لكن عندنا المرأة ترقص بجسمها فقط، وهو منفصل عن العقل.
يحيى حقي
لم يكن توجه القاص الراحل يحيى حقي إلى قالب القصة القصيرة من فراغ، وهذا ما أكده في حوار له بعدما اعترف أنه مصاب بشيء من القلق، هذا القلق، ربما هو الذي قاده إلى ذلك، مستطردا: فحينما يهتز شعوري بفكرة معينة، أحاول أن أعبر عنها، فتتوهج فترة الاهتزاز الروحي هذه ثم لا تجد لها مخرجا، فأنا وجدت نفسي، من أول الأمر، منساقا إلى كتابة ما يسمى بـ"القصة القصيرة"، خصوصا أنني وجدت طبعي ومزاجي متجهين بي إلى التأمل، والتأمل المفضي إلى الوصف والتحليل.
وعن بداية كتابته لها قال إنه كان يكتبها في جلسة واحدة، ثم يعيد نسخها مرة، وأخرى، وثالثة حتى تخرج على الصورة التي يرضاها، ولكن حين تقدم به العمر وجد أنه لا يفضل أن ينتقل من موضع إلى موضع إلا بعد أن يكون قد أوضى الموضع الأول حقه من الصياغة.
رضوى عاشور
عند سؤال الدكتورة رضوى عاشور عن قضيتها أو الرسالة التي حرصت على تكرارها في أعمالها الأدبية، قالت: أحيانا يضيق الإنسان بما حوله ويصل الأمر في بعض الأوقات إلى حد الإحساس بالغربة أو الاغتراب، وكثير من الأدباء أو حتى الأشخاص العاديين يعزون عن ذلك بقولهم ليتنا لم نولد أبدا، أو لم نولد في العصر الحالي.
وتابعت: أرجو أن يفهمني القراء جيدا عندما أحيانا أقول لنفسي "ليتني لم أولد في الشرق" ليس هذا كراهية في الشرق، بل أنني أعشق مصر وأفديها بدمي، وأعشق الوطن العربي ككل، وأعشق تراث الشرق وفنونه وأنتمي لترابه ولكنني أرفض أشياء ابتدعها الناس تفسد حياتهم، ويعانون هم منها ربما أكثر مني وأنا أحب شرقيتي.