كنت عضو مجلس شورى الجماعة في البحيرة.. والتنظيم جمّد عضويتي عام 2005
الجماعة توافق على نقد كلام الله ولا تقبل مناقشة كلام المرشد.. والقدر عاقبهم على أفعالهم بثورة 30 يونيو
محمود الفقي، أحد القيادات التاريخية بجماعة الإخوان الإرهابية بحوش عيسى، والذي تم تجميد عضويته فى الجماعة بسبب مواقفه الإصلاحية المطالبة بتغيير منهج الجماعة بشكل كامل، وفصل العمل الدعوي عن العمل السياسي.
الفقي، في حوار خاص جدا لـ"أمان"، يحكي عن تجربته داخل الإخوان، وأهم الأسباب التي جعلته يتخذ قرارا بالانشقاق عن الجماعة وإعلان الحرب عليها لمنع الشباب من الانضمام لها.. للمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار التالي.
* كيف كان وضعك داخل التنظيم حاج محمود؟
- عشت في الجماعة عمرا يصل إلى أكثر من 3 عقود، وقد تدرجت في المناصب داخل الجماعة، وأصبحت عضو مكتب إداري مركز حوش عيسي بالبحيرة، وعضو مجلس شورى محافظة البحيرة، كما كنت مسئول الزراعيين على مستوى الجمهورية، وعضو مجلس النقابة العامة للمهندسين الزراعيين.
* متى انشققت عن الإخوان؟ وكيف كنت داخل التنظيم؟ ولماذا؟
- أنا لم أنشق عن الإخوان بشكل رسمي، لكنهم جمدوا عضويتي وهمشوني من 2005 بسبب أفكاري الاصلاحية لهيكل التنظيم، ومطالبتي بأن تمثل المرأة داخل الجماعة، وأن تكون هناك انتخابات حقيقية داخل التنظيم ليست صورية موجهة، يتم وضع فيها من هم مرضىٌ عنهم فقط، كما دعوت في فترة تواجدي في الجماعة إلى ضرورة فصل الدعوة المقدسة عن التنظيم البشري الذي يؤخذ من قوله ويرد، فقالوا إن أوامر التنظيم مقدسة تقديس الملائكة لأمر الله، والعصا لمن عصى، فأسررتها في نفسي وانتظرت صاعقة الله عليهم، وقد كان، ونجانا الله من القوم المفترين.
* كيف ترى وضع الإخوان الحالي وضعفهم الشديد في مواجهة الدولة المصرية؟
- الإخوان ليسوا في هدنة، إنهم لا حيلة لهم ولا يهتدون، هم في إفلاس، ونفدت منهم السهام الموجهة ضد الوطن، ولكنهم وهم يخجلون من الاعتراف بالاستسلام حتى لا ينفرط عقد القواعد الذين يخدعونهم بأنها هدنة واستراحة محارب ليظل النفير على الدوام، إنهم يكذبون على أنفسهم.
* ما رأيك في الأزمات التي تضرب حاليا جماعة الإخوان؟ وكيف ترى مستقبل الجماعة في ظلها؟
- هم في الأصل كذبوا على الله، فعاقبهم الله عقابا عظيما، فقرأوا رسالة الله وظنوا خطأ أن ما يمرون به ابتلاء وتمحيص وليس عقابا، فما زالوا في كذبهم مستمرين، ولا يزال عقاب ربك مستمرا ما لم يتوبوا ويعترفوا بخطئهم.
* ما أهم أخطاء الجماعة من وجهة نظرك؟
- هم خطأ في خطأ، الفكرة خطأ، الجماعة خطأ، كل شيء يقومون به خطأ، ولعل أبرز أخطائهم على الإطلاق ظنهم أن أقوال مكتب الإرشاد مقدسة وقول الله يحتمل التأويل والتحريف، فأخرجهم الله من الساحة وطردهم من السياسة، وحصلوا على كارت أحمر من التاريخ، والآن قاب قوسين أو أدنى من الخروج من الإنسانية، وأصبح جيل كامل سيعاني على الأقل أربعين عاما في عالم التيه.
* هل سيعود الإخوان مرة أخرى؟
- بعد أربعين عاما من الآن حتى ينسى الشعب جرمهم من الممكن أن يعودوا لو لم نقضِ على أفكارهم، ولكن السؤال هنا: هل ستكون عودتهم للإنسانية والتاريخ والوطن أي أن عودتهم عودة صادقة، أم لمصالحهم وأطماعهم وتكون عودة
كاذبة فتتكرر المأساة أنكي وأشد؟.
* كيف ترى ثورة شباب الإخوان الحالية على قياداتهم وهو أمر غريب على منهج الجماعة؟
- كذبوا عليهم وقالوا إن الله غايتهم، واتضح أن الغاية لديهم هي الكرسي، وقالوا الرسول قدوتنا، وكذبوا على الرسول، عليه الصلاة والسلام، فالرسول لو كان قدوتهم لكانوا اتبعوه.
* ما القرار الخاطئ الذي قضى على الإخوان من وجهة نظرك؟
- القرار المأساوي من وجهة نظري لهم هو عدم موافقتهم على انتخابات مبكرة تحت رئاستهم وإشرافهم، واختاروا طريق الدم ومواجهة الشعب والوطن وقواته المسلحة، التي حاولوا أخونتها، فما رأوا إلا أسودًا وفهودًا تصر على الشهادة، وشعبها ورأوهم جندا ساجدين مسبحين.
* هل من الممكن أن يعود الإخوان للحكم مرة أخرى؟
- كما قلت لك سابقا، الإخوان خرجوا من السياسة والتاريخ والإنسانية لمدة لن تقل عن أربعين عاما، والجماعة حاليا أصبحت تراثا كقصص ألف ليلة وليلة، ولن تقوم هناك لها قائمة بسهولة، خاصة أن الشباب لم يعد يثق فيهم، فأنا أراهم في شرنقة مغلقة يحرقها النور والضياء، فليس لهم إلا الكهف المسحور حتى يأتي عليهم الموت وقضاء الله.
* هل تؤيد فكرة المراجعات الفكرية للجماعة وإعادة دمجها في الوطن؟
- كل من كان بريئا من دم وتفجير وتخريب فباب الوطن مفتوح أمامه من رفح للسلوم، والعفو قائم من الإسكندرية حتى أسوان، بشرط أن يؤمن كل هؤلاء بأن العقيدة الوطنية هي الباقية والقائمة، لا عقيدة الجماعات المتأسلمة.
* هل تقبل مطالب المصالحة الوطنية مع الجماعة الإرهابية؟
- لا توجد دولة تتصالح مع تنظيم، أنا أرفض توبتهم من الأساس لأنهم مغيبون، بل هم من وجهة نظري اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله، ويحسبون أنهم مهتدون، يكذبون، فقالوا إن الإسلام دين ووطن، إنما الصحيح أن الإسلام دين له وطن يستوعبه، وطن تعطّر ترابه بخطى الأنبياء، وطن أمن وأمان للعقائد عبر التاريخ، وأعتقد أن الوطن سيعفو فقط عّمن يؤمن بما قلته، ما عدا ذلك فالسجن في انتظارهم.
* مَنْ أخطر قيادي إخواني من وجهة نظرك؟
- من وجهة نظري الشخصية محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام، اللذان أراهما مدركين تمام الإدراك حجم الفشل الذي أصبحت فيه جماعتهما، وحجم الانهيار الذي تمر به الجماعة، ولكنهما لا يستطيعان اتخاذ قرار بالاعتذار عما فعلاه وإعلان العودة لصفوف الشعب خوفا من الشباب الذين سيقطعهما إربا لو قاما بفعل هذا الأمر، خاصة بعدما تسببت قراراتهما في سجن هؤلاء الشباب وموت بعضهم وهروب البعض الآخر في بلاد تعاملهم أسوأ المعاملة، كما يحدث في قطر وتركيا وبريطانيا الآن.
* هل تعتقد أن حزب النور السلفي سيكون خليفة الإخوان في المشهد السياسي المصري في الـ40 سنة المقبلة؟
- أنا كتبت لحزب النور مقالات عدة، وقلت لقياداته إنكم في حالة انتحار بخطابكم الحالي الذي يدمج بين الدعوة والسياسة بطريقة مقيتة لا تختلف عن الإخوان، وقلت لهم نصًا، قبل انتخابات مجلس النواب، إنهم لن ينالوا أكثر من عشرين مقعدا، لأن المزاج الشعبي في خصومة مع الإسلام السياسي، والبلد في حاجة لأصحاب الفكر الوطني والقومي، ونصحتهم صراحة بأن يبدأوا حياتهم السياسية بالمحليات، وألا يخوضوا انتخابات مجلس النواب، فكذّبوني وقالوا إنهم سيحصدون مائتي مقعد فكذبوا على أنفسهم وصدقت مع نفسي إن شاء الله.
* أخيرا ما رسالتك لشباب وقيادات الإخوان والشعب؟
- شباب الاخوان أقول لهم عودوا وإلا ستموتون من فكر قيادتكم وجهلهم ونفعيتهم، وأقول لـ الشعب المصري لا يجد الجد إلا بكم وبتلاحمكم، وحافظوا على الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أعتبره هدية الله لحفظ مصر كما حفظها قطز وصلاح الدين وأحمد بن طولون، فكلهم تولوا القيادة برؤيا استدعاء من رسول الله محمد، عليه السلام.