تفاصيل خلاف هشام عشماوي مع "أنصار بيت المقدس"
أعلن الجيش الوطني الليبي تسليم الإرهابي هشام عشماوي، أمس الأول، إلى السلطات المصرية، بعد زيارة أجراها اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إلى دولة ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أعلنت إلقاء القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي في 8 أكتوبر الماضي، خلال عملية أمنية في مدينة درنة.
ومن جانبه، اعرب تنظيم داعش عن فرحته بهذا الخبر كنوعًا من الشماته من "عشماوي" بعدما فك ارتباطه بداعش سيناء وفضل البقاء على ولائه للقاعدة.
وردًا على فرحة الدواعش في عشماوي، سربت أحد المنابر الإعلامية التابعة للتنظيم القاعدة أسباب الخلاف بين داعش وعشماوي، فكشفوا أن الإغراءات المالية التي قدمها أبو بكر البغدادي وتوفيره للدعم اللوجيستي والتسليح، جعل التنظيم يسارع بإعلان البيعة للبغدادي، ما أحدث انشقاق بين الموالين للقاعدة وداعش.
وأشار إلي أنه منذ الـ 30 من يونيو والإطاحة بحكم الإخوان، تحالف 19 جماعة إرهابية في سيناء وشكلوا ما يعٌرف بـ تنظيم أنصار بيت المقدس، واختاروا سرًا أبو أسامة المصري أميرًا للتنظيم، وأعلنوا ولائهم والبيعة للقاعدة بزعامة أيمن الظواهري.
وتابع بعدما ذاع صيت تنظيم داعش في سوريا والعراق وقدرته على الاستيلاء على مساحات شاسعة في البلدين، وإعلانه دولته المزعومة، فضلًا عن إظهار قدراته القتالية نظرًا لوجود ضباط سابقيين يشرفون علي عملياته، دبت الفتنه بين عناصر داعش سيناء، خاصة بعد عرض "البغدادي" إغراءات مالية على أبو اسامة المصري، فمحت بيعة القاعدة واستحدثت بيعة البغدادي.
وأوضح:" أنه كعادة الفروع التابعة "للبغدادي" لايقبل بشريك يدفع معه "الصائل" (المعتدي على نفس الغير أو عرضه أو مال) حتي لو كان فكره سلفي مثله، حيث يري "البغدادي" نفسه كما سول له الشيطان بأنه:" الحق المطلق الذي لابعده لا إسلام ولا جهاد".
وأكد المنبر الإعلامي، أنه حين نكث تنظيم أنصار بيت المقدس البيعة للقاعدة، رفضت الفروع القاعدية المنضوية معه فك الارتباط بالظواهري، وانشق عنه جند الإسلام، فسرعان ما إعاد تنظيم "بيت المقدس" ترتيب صفوفه، وعرض على أبو عمر المهاجر (هشام عشماوي، ضابط مفصول من الجيش المصري، وأمير جماعة المرابطين في مصر)، اتفاقية قتال مشترك ضد الجيش المصري، ولكن "أبو عمر" رفض العرض، فسارع تنظيم البغدادي في سيناء بتكفيره واستحلال دمه.
ويعد هشام عشماوي والمكني بـ أبو عمر المهاجر من أخطر العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، حيث استطاع تشكيل العديد من الخلايا الإرهابية والتي تورطت في ارتكاب العديد من العمليات الإرهاربية في مصر أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة "101 حرس حدود"، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا والذي أسفر عن استشهاد 29 شخصًا.
ولد "عشماوي" بحي مدينة نصر، والتحق بالقوات المسلحة عام 1994 كفرد صاعقة، حتى ثارت حوله شبهات بتشدده دينيًا وأحيل للتحقيق بسبب توبيخه قارئ قرآن في أحد المساجد لخطأ في التلاوة، وتقرر نقله للأعمال الإدارية عام 2000، حسب تحقيقات النيابة العسكرية.
وفي 2007، أُحيل "عشماوي" للمحكمة العسكرية بسبب تحريضه ضد الجيش وتقرر فصله من الخدمة في 2009، واتجه للعمل في الاستيراد والتصدير، وخلالها تعرف على مجموعة من معتنقي "الفكر الجهادي" في أحد المساجد بحي المطرية، ثم نقل نشاطه لمدينة نصر، وشكَّل خلية لتنظيم أنصار بيت المقدس.
وسافر "عشماوي" إلى تركيا في أبريل 2013، وتسلل منها إلى سوريا، وهناك انضم لمجموعات تقاتل ضد نظام بشار الأسد، وسرعان ما عاد إلى مصر، مع عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، ليشارك في اعتصام رابعة، وفقًا للتحقيقات.
وفي يوليو 2015، أعلن "عشماوي" المعروف بـ"أبوعمر المهاجر" انشقاقه عن تنظيم "داعش"، فسارع تنظيم البغدادي في سيناء بتكفيره واستحلال دمه. غكانت ليبيا الملاذ الآمن لعشماوي بعد هروبه من داعش سيناء.
وشكّل "عشماوي" داخل معسكرات "درنة" خلية تضم 4 ضباط شرطة مفصولين بالتعاون مع عمر رفاعي سرور ( والده القيادي القاعدي الشهير رفاعي سرور) وعماد عبد الحميد (الضابط المفصول من الجيش المصري)، وبمساعدة "مجلس شوري المجاهدي" استطاع تشكيل ما تسمي جماعة المرابطين ( المنتمية فكريًا لتنظيم القاعدة) والتي تتخذ من مدينة درنة مقرًا لها، بعدها توجهت أنظارهم لخلق خلايا تابعة لهم في مصر، حيث اسسوا ما يعرف باسم أنصار الإسلام بقيادة عماد عبد الحميد وبعض العناصر التكفيرية الليبية في اغسطس 2016، والتي تم القضاء عليها في في أكتوبر 2017 بمنطقة الواحات البحرية ( تبعد حوالي 365 كيلو متر عن محافظة القاهرة).