قصة "نموش" أول من نفذ عملية إرهابية في أوروبا
نقلت، أمس، السلطات البلجيكية "مهدي نموش"، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة، في مارس الماضي، من بلجيكا بعد إدانته باعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل، إلى فرنسا، كما أعلن مصدر قضائي ليقضي عقوبة المؤبد هناك.
وقد تم تسليم الجهادي الفرنسي، البالغ من العمر 34 عاما، إلى فرنسا ليقضي العقوبة في دوره المفترض في احتجاز أربعة صحفيين فرنسيين في سوريا في 2013 و2014، وقال مصدر في إدارة سجن مو- شوكونان إنه وضع في التوقيف الاحترازي في هذا السجن.
حوكم نموش بتهمة الهجوم على المتحف اليهودي بعد أن تم توقيفه في فرنسا، في محطة في مدينة مرسيليا (جنوب فرنسا)، في حافلة قادمة من امستردام مرورًا ببروكسل، وكان يحمل في أمتعته مسدسا وبندقية كلاشينكوف وكاميرا صغيرة من طراز غوبور وذخائر كثيرة، مما جعل الاشتباه فيه كبيرا بعد ستة أيام من العملية الإرهابية.
ولد "نموش" في مدينة روبيه، شمال فرنسا، وعاش طفولة بائسة، حسب الصحافة الفرنسية، قبل أن يتحول إلى الانتماء إلى التنظيمات الإرهابية، ورحل إلى سوريا نهاية 2012، وقضى هناك سنة، حيث انضم إلى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي وبايع زعيمه أبوبكر البغدادي.
حكمت عليه السلطات بالسجن 5 سنوات إثر إدانته سبع مرات في محاكم فرنسية مختلفة، وجهت له تهم السطو المسلح وممارسة الإرهاب.
وفي السجن، التقى نموش شريكه ناصر بندرر، في سجن يسمي سالون دي بروفانس (جنوب فرنسا) حيث كانا مسجونين في نفس المبنى تقريبا، وأكدت تقارير السجن أنهما متطرفان ويمارسان الدعوة التنظيمية بين السجناء داخل السجن، مما جعل الإدارة تتخذ تدابير أخرى احترازية من أجل عدم انتشار أفكارهما.
وقد كشفت مقاطع فيديو مصورة عن أن مهدي نموش كان يهدد الغربيين مرارا بالذبح والسلخ، حاملا رشاش كلاشينكوف صوبهم.
ويفيد محضر الاتهام بأن نموش فتح النار في بهو مدخل المتحف اليهودي في 24 مايو 2014، ما أدى لمقتل زوجين سائحين إسرائيليين ومتطوعة فرنسية وموظف بلجيكي شاب، ووقعت عملية القتل كما لو أنها نفذت بيد قاتل مدرب ومحترف.
الحكم على نموش مدى الحياة يفتح الباب لمناقشة الأفكار وتأثيرها عبر الزنازين والسجون والمعتقلات، إذ تشير التحقيقات إلى أن نموش هو أول جهادي نفذ عمليات إرهابية في أوروبا بعد أن انخرط في تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.