«تلاميذي نسيوني» روايات محمد توفيق عن أيامه الأخيرة
تعاقدت على المشاركة في فيلم “باب الحديد” واخذت عربون 100 جنيه من المنتج وذهبت للبيت في انتظار بدء التصوير، ولكن مخرج الفيلم “يوسف شاهين” طمع في الدور وقرر أن يمثله بدلًا مني، لكنني لم أحزن على الدور لأنني عندما شاهدت الفيلم وجدت أن يوسف شاهين تفوق في لعب الشخصية.
هكذا بدأ الفنان “محمد توفيق” يقول حكايته لجريدة “شباب بلادي” عام 1987.
وأشار "توفيق" إلى أنه يعتز بأدواره كثيرًا خاصة في مسرحية "حبر على ورق" من تأليف سليمان نجيب وإخراج محمود السباع، ومشاركته في الأعمال المسرحية من تأليف نعمان عاشور وجلال الشرقاوي، رغم أنهم كانوا وقتها من "الجيل الصاعد".
قضى الفنان محمد توفيق، أيامه الأخيرة، وهو يحس بالتجاهل من المخرجين والمنتجين، وأرجع السبب في حواره، إلى كبر سنه لكنه قال "ما يحز في نفسي إن هؤلاء كانوا تلاميذ عندي بالمعاهد الفنية وقمت بالتدريس لهم ويعوضني ذلك حب الجماهير التي أرى الحب في عيونهم، فهذا الشيء الذي لا يقدر بالمال بالنسبة لأي فنان".
وعبر عن حزنه من الذين درس لهم والأجيال التي تخرجت على يديه "هذا ما يؤلمني حقًا، وقد تخرجت على يدي عدة أجيال، وأنا فخور بذلك، ولكن هؤلاء الفنانين نسوا ذلك، ولو كانوا فشلوا، لكنت أنا فاشلًا أيضًا، فأين هم مني الآن".
رفض الفنان محمد توفيق إعلان انتماؤه لأي جيل من الفنانين في السينما المصرية، بل وضع نفسه في سياق ثلاثة أجيال، قال "جيلي الأول جورج أبيض، ويوسف وهبي وفاطمة رشدي، والجيل الثاني عماد حمدي، ويحى شاهين وفريد شوقي أما الثالث الذي أعايشه الآن في الوسط الفني".
وعن تكراره لدور رجل المباحث في السينما المصرية، قال، أنه لا ذنب له فيه، ففي كل سينما بالعالم، عندما تجد فنانًا يبرز في دور معين، يأتوا به.
وأضاف لـ "شباب بلادي": "فهي مسألة إنتاج وإخراج عندما ينظرون لي كفنان ناجح في دور معين، والسبب الرئيس والأهم أكل العيش، أو ما يدره هذا العمل من عائد مادي، فماذا يحدث لو امتنعت عن هذا وذاك، لن أعيش".