عمرو موسى: «الإخوان» أدارت أزمة سد النهضة بشكل تهريج
أكد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، ووزير الخارجية الأسبق، أن مشكلة سد النهضة مستمرة بعض الوقت، وهناك أبعاد مختلفة متعلقة بالاستقرار في إفريقيا وأعتقد أننا أخطأنا في علاج القضية في بدايتها، مشيرًا إلى أنه في أواخر التسعينيات كان هناك ملف للسد لكن كان ملفًا صغيرًا وكانت مصر مستعدة تساعد في ذلك، ثم فجأة تطورت الفكرة بحيث يمكن أن تؤثر في حصة مصر من المياه، وكان هناك نوع من التهريج حدث في علاج القضية في فترة ما من الجانب المصري خلال فترة حكم الإخوان، ولم يتم معالجة الأمر كما ينبغي أن يكون، مشيرًا إلى أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أحد متخصص يتحدث، ولم يكن هناك فعلًا عمل جاد في هذا الإطار، لكن مؤخرًا بدأ يكون هناك مفاوضات كبيرة مع دول عديدة للوصول لحل عادل في هذه القضية.
وأضاف: "عندما أتابع الحركة، أجد أن هناك عملًا جادًا يُبذل، ولا بد أن يكون الموقف المصري ثابتًا ولن نتنازل عن هذا الحق، ولذلك لا بد لهذه السياسة أن تستمر، ولا بد من إعادة صياغة مواقفنا ولا يصح أن نعالج الأمر إعلاميًا، ولا بد من التفاهم وتعبئة الموقف الإفريقي الذي يدعم الموقف المصري، ضد أي حل غير عادل فيما يخص التأثير على حصتنا في المياه.
وأضاف أنه مطمئن لقدرة مصر على تخطي هذه الأزمة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها موسى في ندوة حوارية بعنوان: "مصر والعالم الخارجي والدور الإقليمي"، اليوم الثلاثاء، بمقر إدارة جامعة طنطا، بحضور الدكتور محمود زكي رئيس جامعة طنطا، ونواب رئيس الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وتناول موسى خلال الندوة الحديث حول دور مصر الإقليمي، وعلاقتها بدول العالم وأهمية الدور الذي تقوم به على المستوى الخارجي، سواء في أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، أو على الصعيد الإفريقي.
وأضاف موسى أن شعب مصر عانى كثيرًا طوال 70 عامًا ماضية من سوء إدارة الحكم في مصر فيما يخص الخدمات للناس من تعليم وثقافة وكل شئ، حيث أننا فوجئنا منذ العقد الثاني من القرن الماضي أن الميراث ثقيل والمشاكل ممتدة وتثير القلق، والتحديات ضخمة جداً ومن ثم نحتاج إلى أمر مختلف وبيئة تبيح لنا أن نفكر ونتفق ونختلف ونتناقش، موضحًا: "وأعتقد أن الشعار المهم الذي طرحه الرئيس عن دولة جديدة تحتاج منا إلى نقاش، فلا بد من جمهورية جديدة، مطالبًا المجتمع المدني أن ينشط في أحزابه وجمعياته ونقاباته، ويجب أن تتضافر الجهود نحو جمهورية جديدة".
وأوضح أن الجمهورية الجديدة لا بد أن يتوافر العلاج والتعليم على أكمل ما يكون، وأعتبر أن ما يتم في جامعة طنطا جزء مما يحدث في الجمهورية الجديدة، وهناك توجه نحو ذلك وعلى كل الجامعات أن تسير على نفس المنوال، ولا بد أن يفرض الخريج نفسه في السوق.
وأضاف موسى أن الجمهورية الجديدة مسألة مهمة جدًا ونحن لا بد أن نشترك فيها ورأي الجامعات والنقابات، فمصر بلد قديم والجذور ثابتة في الأرض بينما الآفاق وصلت إلى القمر والمريخ والفضاء، ولا يصح أن نقبل أن نكون متخلفين نحو الفضاء والعلم وتخيلنا له يمكن يكون قاصرًا عما يحدث على أرض الواقع.