مزيد من التوغل أم ورقة للتفاوض.. إلى أين تتجه أزمة أوكرانيا؟
وسط ارتفاع حدة التوتر في بلاده، قرر الرئيس الأوكراني مغادرة بلاده والاتجاه لحضور فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن والذي يعقد في الفترة بين 18 و20 من الشهر الجاري وهو ما وجدته الولايات المتحدة قرار غير حكيم نظرا للتوقيت.
وقالت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية نرمين سعيد كامل، إنه في هذه الأثناء يمكننا الإشارة إلى أن موسكو ووفقا للمعطيات الحالية لا تستعد لغزو أو اجتياح كامل لأوكرانيا وذلك بالنظر لعدة اعتبارات أولها أنها لا تريد أن تدفع بنفسها لمرمى قوات الناتو، كما أنها تريد أن تلتف على مخاطر فرض العقوبات خصوصا أن الاتحاد الأوروبي أكد اليوم خلال مؤتمر ميونيخ للأمن أنه قام بإعداد قائمة بالعقوبات التي سيفرضها على موسكو في حال حركت قواتها كما أشارت بروكسل إلى أنها بالفعل لديها بدائل عن الغاز الروسي وأنها لن ترضخ لمثل هذه التهديدات.
وأضافت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن روسيا ربما تتحين تحرك شعبي أو انقلاب بسبب انفلات الأوضاع الأمنية في أوكرانيا وفي هذه الحالة تقوم بدعم الحراك أو الانقلاب والدفع بمرشح موالي لها أما في حال لجوء موسكو لحيلة "الراية الكاذبة" بحجة حماية الانفصاليين من أصحاب الجنسية الروسية أو الحفاظ على تنفيذ اتفاق مينسك فإن التدخل العسكري سيكون محدودًا في نطاق المناطق التي تشهد اضطرابات.
ولفتت إلى أن الجانب الروسي ينظر إلى أوكرانيا باعتبارها جزء من مخاوفه ولس كل مخاوفه مجتمعة لأن ما يقلق بوتين أكثر هو القاعدة العسكرية الأمريكية التي سيتم افتتاحها في بولندا هذا العام والتي تبعد حوالي 100 ميل فقط عن الحدود الروسية مخلفة حالة من الذعر لدى موسكو.
واختتمت كامل تصريحاتها قائلة "بناء على ما تقدم يمكننا أن نرجح أن بوتين يلجأ لتوظيف الضغط الأقصى في أوكرانيا للتفاوض لاحقاً بشأن الخطر المحدق في بولندا بمعنى آخر استخدام أوكرانيا كورقة للتفاوض كما حدث في كوبا في ستينيات القرن الماضي حينما طلب كينيدي من الروس عدم نشر صواريخهم في كوبا لما يمثله ذلك من تهديد لواشنطن فضغطت موسكو على الجانب الآخر لسحب الصواريخ الأمريكية من تركيا.