لماذا نفرط في توبيخ أنفسنا بسبب تصرفاتنا في بعض المواقف؟
مجرد التفكير في كيفية تصرفنا خلال مواقف أو تجمعات اجتماعية معينة يعد أمرا إنسانيًا فقط، ومع ذلك يصبح الأمر إشكاليًا عندما يتحول التفكير إلى تحليل مفرط يجعلك تشعر بالقلق والسلبية تجاه نفسك، خاصة إذا كان شيئًا متكررًا.
وتقول «كاتي» أحد الأشخاص اللواتي عانين من التفكير المفرط والتي تبلغ من العمر 30 عاما: «سأخرج لتناول العشاء مع أصدقائي المقربين وأمضي ليلة جميلة، أجد نفسي مستلقية على السرير في الليل أفكر في الأشياء التي قلتها وكيف تصرفت، على سبيل المثال سوف أتساءل أشياء مثل: هل سألت أصدقائي أسئلة كافية؟ هل كنت أتحدث كثيرا؟ هل كنت أتحدث بصوت عال جدا؟، وعلى الرغم من أنني في أعماقي، أعرف أن أصدقائي يحبونني وأنني كنت أتصرف بشكل طبيعي، إلا أن هذا يجعلني أشعر بالقلق الشديد ويؤدي إلى توبيخ نفسي داخليًا.
تحذر سالي بيكر كبير المعالجين: "إن التركيز على التفاصيل الدقيقة يعني أن أفكارك تستهلك قدرًا أكبر من النطاق الترددي العقلي أكثر مما هو ضروري، وهذا مظهر من مظاهر القلق الاجتماعي"، فالقلق بشأن ما قد قلته وفعلته في ليلة في الخارج هو في كثير من الأحيان أحكامك القاسية والإهانات التي تقوض ثقتك بنفسك وتؤثر سلبًا على طريقة تفكيرك وشعورك تجاه نفسك.
بينما تشرح عالمة النفس إيما كيني الأسباب وراء قيامنا بذلك عميقة الجذور وغالبًا ما تعود إلى نوع الشخصية، بالإضافة إلى عدم الأمان، فالأشخاص اللطفاء يميلون إلى الاهتمام أكثر بالتأكد من أن الآخرين سعداء معهم، بدلاً من أن يكونوا سعداء في أنفسهم.
أولئك الذين يتمتعون بهذه الطبيعة لديهم مستوى معين من عدم الأمان بشأن تأثيرهم على الآخرين، هذا يعني أنه بعد التواجد مع الناس، عندما يعودون إلى المنزل ويكون الجو هادئًا أو مظلمًا، يبدأون في التفكير فيما قالوه أو فعلوه، ويبدأون في البناء في هذا التحيز الذي يجعلهم يشعرون وكأنهم بطريقة ما كان بإمكانهم القيام بعمل أفضل.
كيف تتوقف عن التفكير الزائد
وفقا لموقع مترو حاول قدر المستطاع أن تعامل نفسك برأفة بدلًا من إصدار الأحكام، فمن المهم أن تدرك أن مشاعرك موجودة لسبب ما، وأنها موجودة لتوجيهك في اتجاه معين.
لذا ، فبدلاً من أن تضرب نفسك وتقول "لا يجب أن أتصرف هكذا مرة أخرى"، حاول أن تفكر أن كل شيء على ما يرام، واعمل على إعادة صياغة الطريقة التي ترى بها أفعالك.