هذه المشاعر ليست وهمًا.. أطباء يكشفون أسرار الاكتئاب في فصل الشتاء
أفكار متكررة عن الرغبة في الانتحار، حالة مزاجية متعكرة أغلب اليوم، صعوبة التركيز، مشكلات في النوم، أعراض كثيرة أخرى قد تظهر عليك خلال فصلي الخريف والشتاء، يتجنبها البعض ولا يعير لها انتباهًا كي لا تؤثر على نمط حياته اليومية سواء في العمل أو المنزل، معتبرين أنها مجرد تقلبات مزاجية ستنتهي بعد دقائق، إلا أن الأمر قد يطول دون إدراك منهم أنه يجب التعامل مع تلك الأعراض بشكل أكثر جدية.
وكشفت هيئة الدواء المصرية عن تفاصيل اكتئاب فصل الشتاء، موضحة أنه يُعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي، وهو شكل من أشكال الاكتئاب المرتبط بفصلي الخريف والشتاء، ويأتي ويختفي مع بداية وانتهاء الفصل، ومن أشهر أعراض اكتئاب فصل الشتاء أفكار متكررة للرغبة في الموت أو الانتحار في بعض الحالات الشديدة.
وحتى يومنا، لم يتم اكتشاف السبب الحقيقي لهذا النوع من الاكتئاب، لكن حاول بعض العلماء ربطه بعدة أسباب، منها: انخفاض مستوى ضوء الشمس في الخريف والشتاء، مما يؤدي إلى تعطيل ساعة جسمك البيولوجية ومن ثَمَّ شعورك بالإحباط، وكذلك انخفاض مستوى السيروتونين (مادة كيميائية في المخ وناقلات عصبية)، أيضًا يمكن لتغيّر الفصول إعاقة توازن مستوى الميلاتونين في الجسم، والذي يلعب دورًا في تنظيم النوم واعتدال المزاج.
طبيب نفسي: ٧٠٪ من الأشخاص يعانون من اكتئاب الشتاء
وعن ذلك، تحدثنا مع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية، وقال إن السبب الرئيسي في اكتئاب الشتاء، يكمن في نقص بعض النواقل العصبية المسؤولة عن السعادة، متمثلة في هرموني "السيروتونين والدوبامين"، حيث يقل مستواهم في فصل الشتاء مع دخول البرد القارص، وبالتالي يشعر الشخص بالاكتئاب.
ذكر أيضًا "فرويز"، في حديثه مع "الدستور"، أن الشخص الذي يعاني من اكتئاب الشتاء، تظهر عليه بعض الأعراض، كفقدان الشغف في ممارسة أمور حياته اليومية مثل عدم الرغبة في ممارسة الجنس مع زوجته أو تناول الطعام، والنفور من الحديث مع الآخرين، فضلًا عن عدم الاستمتاع بالأنشطة التي كان يتمتع بها سابقًا.
وتابع: "يعاني أيضًا من اضطرابات في النوم سواءً بالزيادة أو النقصان، والشعور بالخمول والتعب الدائم، وحركة بطيئة في الأمعاء، وصعوبة في التفكير والتركيز واتخاذ القرارات، بجانب ردود الفعل المتأخرة، وحدوث تغيرات في المزاج، والشعور بالعصبية والحزن بشكل مستمر".
وأشار "فرويز" إلى أن أغلبية أعراض اكتئاب الشتاء تكون وجدانية، أي اضطرابات جينية، تتباين فيها الحالة المزاجية للشخص المصاب بين الليل والنهار، قد يكون في غاية السعادة نهارًا، ولكن يسيطر عليه الحزن مع بداية الليل، والعكس.
ولفت إلى أن ٧٠٪ من الأفراد يعانون من اكتئاب الشتاء لمدة لا تزيد عن عشرة أيام، ولكن إذا استمرت تلك الأعراض لفترة تتجاوز خمسة عشر يومًا، ينبغي عليه التوجه لطبيب نفسي؛ منعًا لتدهور الحالة ولحل المشكلة سريعًا، مؤكدًا أن عيادات الصحة النفسية تشهد إقبالًا كثيفًا من المرضى الذين يعانون من اكتئاب الشتاء.
وعن العلاج الملائم، أوضح : "إذا ثبت التشخيص بأن الأعراض وجدانية، يكون العامل الأساسي تحسين وتثبيت مزاج المريض، ثم اللجوء إلى بعض أدوية الاكتئاب، وفي حالة إثبات التشخيص لعدم وجدانية الأعراض، يمنح الطبيب للمريض أدوية اضطرابات ذهنية، لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر".
بحسب بعض الدراسات، النساء أكثر عرضة من الرجال للاكتئاب الشتوي، بنسبة تصل 4 إلى 1، والنساء الأكبر من 20 عامًا هم الفئة الأكثر عرضةً للاكتئاب الموسمي، وتقل احتمالية الإصابة به عند التقدم في السن، ولا يصاب به من هم دون سن 20 عامًا.
طبيبة نفسية: شرب المياه يقي من الاكتئاب
وعن خطوات تجنب تفاقم هذا الاكتئاب، نصحت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، بضرورة تناول لترين ونصف اللتر من المياه، فهي تساعد على الوقاية من الاكتئاب بشكل عام.
وأشارت "عيسوي"، في حديثها إلى أن أيضاً تناول بعض الأطعمة تزيد من نسبة هرمون التربتوفان، وهو الحمض الأميني المعزز للسعادة، مثل: المكسرات ومنها السوداني وعين الجمل، أيضًا قرع العسل واللحوم الخضراء والخضروات، فضلًا عن الشيكولاتة.