فاقد الشيء يعطيه.. محمود يدرس التعايش مع ذوي الاحتياجات بالقرى

منذ صغره وجد نفسه يعاني من ضمور العضلات الشوكية، ظل يأكل في جسده دون توقف حتى جعله متقاعدًا على كرسي متحرك، ذلك هو محمود أحمد عامر من أشهر شخصيات قرية دست الأشراف بالبحيرة.

بالرغم من معاناته إلا أنه اشتهر بين أهل قريته بمساعد ذوي الاحتياجات، وذلك ما أكده خلال حديثه لـ"الدستور" وقال محمود صاحب الـ24 عامًا إنه يسعى لخدمة أصحاب الهمم من الأطفال بتقديم العديد من الأشياء التي تساعدهم وتجعلهم قادرين على التعايش، وكذلك طرق تعامل أهلهم معهم:"بنساعد أهالي ذوي الهمم في القرى اللى الأغلبية بيعتبرهم بركة وبيخلوهم في البيت مش بيخرجوهم منه".

وأكد أنه يعمل على توعية الأهالي بدمج أبنائهم بالمجتمع الخارجي ويسهل عليهم طرق دراسة أبنائهم، وخاصة انه يوجد بعض الأسر التي تمنع أطفالهم من ذوي الاحتياجات من الدراسة.

تابع أنه يقوم بتأهيلهم نفسيًا ويؤكد لهم أنهم أنهم أفضل ولا ينقصهم سوى جزء بسيط: "إحنا ممكن نكون قاعدين على كرسي أو مش بنشوف او بنسمع، لكن مختلفين وقادرون"، ويقوم محمود هو ومجموعة من متحدي الإعاقة يترأسهم محمود بتقديم طرق المعيشة لأغلب أهالي محافظة البحيرة، فيقوم بتقديم خدمات عدة لهم، ويوجههم بشكل صحيح فيما يخص الدراسة والصحة.

وعن طريقه يعرف العديد من الأهالي طرق الكشف والمتابعات التي يحتاجها ذوي الهمم من أطراف أو علاج طبيعي وغيرها من الاحتياجات، وقال إنه أيضًا يقوم بتوجيه الأهالي بطرق الحصول على معاش لأطفالهم، وإعطائهم دروس تعليمية وتدريبية، وعلق: "بنحس الأهالي على الخروج بأبنائهم وتحريكهم لأن ذلك يعطي له دافع للحياة والعيش".

"الفضل الأكبر في اللى وصلتله أهلى وأصحابي واللى حواليا"، وأكد محمود أنه بدعم الكثير استطاع أن يتخطى فكرة أن لم يستطع التحرك، وأكد أن أهالى القرى يستقبلون عمله وفكرته بفرحة ودعم وترحيب به هو وفريقه، ويعمل ذلك على تشجيعه على الإستمرار، ويتمنى أن تكون خدماته رسمية والجهات الموجودة ببلدته تساعد به.

في نهاية حديثه، ناشد محمود الرئيس السيسي والجهات المعنية بتقديم المساعدة له كونه يعانى من تملك المرض من جسمه كل يوم بتقديم المساعدة والعلاج لعيش حياته الطبيعية كغيره، كما أنه يتمنى توفير فرص عمل لذوي الهمم بكل المحافظات ويحلم بالحصول على وظيفة مناسبة له، خاصة أن القطاع الخاص يرفض تعيين أي شخص يعاني أو تقابله مشكلة.