بين الخالدين والمجاذيب.. كيف أنشأ الأدباء مقهى خاص بالدروايش؟
ذكرت مجلة الكواكب في تقرير لها تفاصيل إنشاء مقهى المجاذيب وسبب تسميته بهذا الاسم، وكيف كان للأدباء دور كبير في ذلك.
ويقول التقرير:" الحسين، هو الحي الذي حمل عن جدارة لقب "الحي اللاتيني" وكان حيا لا ينام، ليل نهار تدب فيه الحياة، في طرقاته وأزقته الضيقة التي كانت ذات يوم قلب القاهرة، وكان أشهر مقاهي الحي اللاتيني أو الحسين، الذي نال شهرته لاختيار الفنانين له كمكان يرتادونه طوال شهر رمضان، ويقضون فيه سهراتهم، بل إن طائفة منهم من الادباء والشعراء والزجالين اختارته ليكون مقرا لجمعية تكونت باسم"الخالدين"، وكان هواة الشعر والادب يرتادونه ليحضروا مهرجانات الجمعية الادبية، وذات يوم قررت الجمعية أن تقي حفل تكريم لأحد المجاذيب الذي يغدق نياشينه على رواد المقهى، وكان يتخذ من اغطية زجاجات الكوكاكولا دلالة على هذه النياشين، إلا أن صاحب الفيشاوي وجرسوناته اعترضوا لما تسببه هذه الحفلات من صخب شديد وزحام، واستاء أعضاء الجمعية وقرروا الانسحاب إلى مقهى آخر يرحب بهم وبندواتهم الادبية.
ويضيف:" وانتقلت جمعية الخالدين بكل أعضائها إلى مقهى آخر خلف الباب الأخضر للمشهد الحسيني، وكان أغلب رواد المقهى من المجاذيب، واختلط أعضاء جمعية الخالدين بالمجاذيب حتى أصبح من المتعذر التفريق بين هؤلاء وهؤلاء، وأقيم بالطبع حفل تكريم المارشال علي وتعددت حفلات التكريم لمحاسيب الحسين، وأمير جيوش الترعة البولاقية، وملك السبع بحار، وسمع رواد الحي اللاتيني عن حفلات التكريم هذه وما يحدث فيها، من طرائف وضحك.
ويختتم بـ:" وفي ليلة من الليالي قرر أعضاء جمعية الخالدين إقامة حفل تكريم للمارشال علي ولاية، وفي حفل التكريم اجتمع لفيف من الفنانين والفنانات، وكان من بيهم تحية كاريوكا ولولا صدقي وهاجر حمدي وسناء سميح وكمال الشناوي وعفاف شاكر، وثلاثة مخرجين هم فؤاد الجزايرلي والسيد زيادة وكامل التلمساني، وأبى المخرج السيد زيادة إلا أن يشترك باسم الفن في حفل التكريم وتحدث فيه عن الإخوة المجاذيب ومنذ ذلك اليوم حمل المقهى اسم مقهى المجاذيب.