الأب وليم عبد المسيح يروي سيرة الطوباوية نيميسيا فالي العذراء
تُحي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكري رحيل الطوباوية «نيميسيا فالي العذراء»، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاً: ولدت جوليا فالي في 26 يونية 1847م بإقليم أوستا لعائلة من التجار مما أعطى الكثير من السعادة لزوجين شابين وثريين فقدا بالفعل طفليهما السابقين قبل الأوان، وكان لها أخ وحيد يدعى فرانشيسكو ونالت سر العماد المقدس فى كنيسة سانت أورسولا.
وتابع: ماتت والدتها صغيرة جدًا، وكانت «جوليا» في الرابعة من عمرها فقط، غالبًا ما كان والدها أنسيلمو فالي بعيدًا عن المنزل بسبب تجارته، ومكثوا ضيوفًا في منزل الجد الأب المتشدد إلى حد ما، شعر الأخوان بكل حزن كونهما أيتامًا. انتقلوا فيما بعد إلى أقاربهم من الأمهات، حيث تلقوا تعليماً جيداً في المنزل في جو أكثر هدوءاً. كانت جوليا تتمتع بشخصية قوية، شبيهة بالجبال التي تحيط بمدينتها، ومشاعرها النقية، مثل الهواء الذي يتنفسه المرء في تلك الجبال، في مرحلة معينة جاء قرار تسجيلها في مدرسة داخلية، بعيدة عن المنزل، في بيزانسون، تديرها راهبات الأعمال الخيرية في سانت جيوفانا أنتيدا.
وتابع: وفوق كل شيء، كانت مثقلة بالانفصال عن أخيها الذي شعرت تجاهه بعاطفة الأم وبعد خمسة سنوات من الصبر والمعاناة، عادت إلى منزلها كان الأب انتقل في هذه الفترة إلى بونت سانت مارتن مع زوجته الجديدة. بالنسبة للأخوين تبين أنها زوجة أب تعاملهما معاملة سيئة.
مُضيفًا: إذا كانت جوليا أكثر خضوعًا فتحملت منها اللوم والحقد والإذلال.، بينما يتشاجر فرانشيسكو باستمرار مع زوجة والده الثانية وفي سن السادسة عشر، بعد واحدة من المشاجرات التي لا تعد ولا تحصى، يقرر مغادرة المنزل وبموافقة والده يترك الأسرة. بعد رحيل شقيقها، كانت حياة جوليا أكثر حزنًا وأصعب، لتجد الراحة التي تبحث عنها في الكنيسة، حيث الهدوء والصلاة.
مستطردًا: وفي أحد الأيام، كشف لها والدها نية شاب للزواج منها، شرحت له، التي لم تكن لديها الشجاعة للتحدث عنها حتى ذلك الحين: "لقد وعدت الرب أن أكرس حياتي لإنقاذ النفوس، أريد فقط أن أصبح راهبة».
مستكملاً: في 7 سبتمبر 1866، رافقها والدها إلى منزل مقاطعة سانتا مارغريتا دي فرشيلي.، واجهت صعوبات في مرحلة الابتداء فكان عليها استيعاب قواعد المعهد ونسيان وسائل الراحة من الماضي. ذات يوم، بينما كانت عازمة على ترتيب بعض الغرف مع رفيقاتها الأخريات، سمعت موسيقى من الشارع كانت ترقص عدة مرات، احتضنت وسادة، وارتجلت رقصة وغناء بصراخ عالي. فقامت معلمة الابتداء بمعاقبتها.
وتابع: وبعد فترة الابتداء والتكوين الرهباني لها، قامت بنذورها أمام مذبح الرب، وغيرت اسمها من جوليا إلى نيميسيا، أصبحت الأخت نيميسيا، ابنة سان فينسينزو، تم إرسالها إلى تورتونا، إلى معهد سان فينسينزو، حيث درست في المدرسة الابتدائية واللغة الفرنسية ثم في المدرسة الثانوية.
مختتمًا: وتوفيت في 18 ديسمبر 1916 وظل جسدها دافئًا ومرنًا لمدة يومين تم تطويبها من قبل القديس يوحنا بولس الثاني في 25 أبريل 2004م.