الكاثوليكية تٌحي ذكرى رحيل القديس يوحنـا دي ماثا
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم بذكرى رحيل القديس يوحنا دي ماثا، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: ولد يوحنا فى قرية فوكون فى حدود بروبنسة ، يوم 23 يونيه 1160م ولقنه أبواه منذ طفوليته محبة قلبية لله وإكرام لمريم العذراء ، فكان يصوم يومي الجمعة والسبت إكراماً للرب وامه العذراء مريم .
وتابع: ودخل فى مدرسة ايكس ليدرس العلوم ، فتعلم وتفوق فى الدراسة ، وكان يقسم أوقاته بين الدراسة والصلاة وزيارة الكنائس ومستشفيات المرض والمسجونين . ثم عاد إلى بلدته ليودع أهله وينقطع فى إحدى البراري ليعيش حياة النسك ، فذهب إلى برية بوم وكان ينام على الأرض ويلبس المسوح ويقتات بالحشائش . فحاول الشيطان صده عن تلك سيرة التقشف والزهد وإيثار عليه تجارب صعبة شديدة . وكان الله يكشف له خديعة الشيطان ، فكان يطرده بالصلاة الحارة .
وواصل: وبقى ينسك فى تلك البرية مدة سنة فأمره الله بأن يرجع إلى المدينة ويتكمل فى العلوم فأقبل على دراسة اللاهوت بنشاط فائق حتى صار من أفضل المعلمين فيه، ثم رسمه أسقف باريس كاهناً فلما كان يقدس قداسه الأول رأى عند إقامة الأسرار المقدسة ملاكاً لابساً لباساً أبيض، وعلى صدره صليب بلون الأرزق والأحمر وشاهد يديه مصابتين وفى إحداهما عبد نصراني وفي الأخرى عبد من السودان وشاهد كذلك جميع الحاضرين هذه الرؤيا.
وتابع: فلما أفاق سألته الجماعة عما رآه وعن معناه فاقر لهم بأن الله اشار عليه أن يقيم رهبنة لانقاذ العبيد من رق العبودية ثم عزم على التوجه إلى روما ليعرض الأمر على البابا. فلما بلغ إلى فوكون، وأمره الله بأن يكر إلى الوراء . فعاد إلى باريس وانقطع فى غابة في ولاية ماوكس.
وتابع: وأقام فيه بالصوم والصلاة والتقشف مدة سبعة أشهر إلى أن أخبره الله عن الناسك فيلكس دي بلواس فاجتمع به وقضيا ثلاثة سنوات أخرى في الزهد . أن الله ايد ما قد أوحى به ليوحنا في شأن إقامة رهبنة لاعتاق العبيد بآيات أخرى أظهرها لرفيقه فيلكس وللبابا أيضا فلبسهما البابا انو كونتيوس الثالث اسكيم الرهبنة الجديدة فرحلا إلى فرنسا فأنشأ ديراً في سرفرواد .
وواصل: ثم إنه في أواخر سنة 1198م عاد يوحنا إلى روما وبنى ديراً فى منتكليوس وجمع مبلغاً صالحاً من صدقات المؤمنين لإنقاذ العبيد وسير اثنين من رهبانه إلى الأمير امولين صاحب مراكش فخلصا من أسر العبودية نحو مائة وستة وثمانين عبداً .
مستكملاً: ثم رحل هو إلى تونس وفك بتعب جزيل عدداً وافراً من أغلال الأسر . وصنع أمثال ذلك فى والنسه وأخذ جماعة هؤلاء العبيد الذين حررهم ، وذهب بهم غانماً مسروراً إلى روما .
وتابع: فاكرمه البابا وأعزه ، ثم أرسله الحبر الأعظم قاصداً إلى دلماطية ليستأصل منها عدة رذائل كانت قد عمت في تلك البلاد . وأراد البابا أن يجازيه على أتعابه . فعرض عليه أسقفية أستية، فتمنع وبذل يوحنا جزيل همته في توسيع رهبنته في كل النواحى، فأقام أديرة كثيرة في إسبانيا وفرنسا. وامده الملوك والباباوات بنفقات جزيلة وافرة لذلك وكانت لديه موهبة عمل الآيات والمعجزات العظيمة.