«إسكافي المهندسين».. رحلة «العمدة» مع صنعة التهمتها الحداثة
يخيم الصمت على أحد شوارع منطقة المهندسين الهادئة ولا يلفت فيه نظرك إلا أصوات الضحك التي تنبعث من إحدى المحلات الجانبية ليتضح لك أنه محل "عم ممدوح العمدة" الذي يرتدي طاقيته فوق ملامح وجهه المصرية ويمزح مع المصريين والأجانب على حد السواء.
“عم ممدوح” قال لـ“الدستور" إن هذا المحل عمره خمسين عاما أنشأه والده منذ نعومة أظافره لتصليح الأحذية وتدرب فيه منذ أن كان في المدرسة الابتدائية وعمل فيه طوال حياته، وعندما أنهي مرحلة الدبلوم الخاصة به تفرغ للعمل في المحل.
ويحكي الرجل الخمسيني كيف أنه يحب مهنة الإسكافي التي كانت مطلوبة فيما قبل، فمنذ ثلاث عقود كان الآباء والأمهات يتركون أبنائهم في الورش لتعليمهم الصنعة بغض النظر عن ما سوف يتقاضاه في المقابل لا سيما في البدايات ويفتخرون أن أبنهم لديه صنعة.
إسكافي المهندسين: تصليح الأحذية أفضل للشباب من قيادة التكاتك
ويحزن "عم ممدوح" لكون هذا الأمر اختلف ألان، فهناك نقص في عدد العمالة في ورش تصليح الأحذية على الرغم من ارتفاع نسبة البطالة، واستنكر "العمدة" كيف أن الشباب ينفرون في العمل في ورش الأحذية الآمنة لهم ويذهب غالبيتهم للعمل في قيادة التكاتك التي تعرض حياتهم للخطر بالإضافة لأنها تجعلهم عرضة للانحراف وتناول المخدرات، وأرجع هذا الأمر لثقافة الشارع المصري التي أصبحت تقلل من قدر مهنة الإسكافي مع كونها مفيدة لعامة الشعب.
العمدة: سعيد بتفضيل زبائنه له
ويفتخر "ممدوح العمدة "أن لديه زبائن منذ أكثر من ثلاثة عقود يأتون إليه بالطلب حتى بعد تغيير أماكن سكنهم ومغادرتهم للمهندسين، وهذا يدل على مدى تمسك هؤلاء الزبائن به، وعند سؤاله على أحلامه لم يتكلم عن أحلام خاصة به، ولكن تحدث عن ابنه طالب كلية السياحة والفنادق وابنته طالبة كلية التجارة، وكم يطمح في أن يبلغوا أعلى الدرجات العلمية والمهنية ويصنعوا ما عجز هو عن صنعه.
ويسرد أنه يتعامل مع الزبائن من كافة الخلفيات، والزبون الأكبر سنا غالبا ما يكون متفاهما أكثر من الجيل الأصغر، مختتما بأن محله له مكانة خاصة لدى بعض الأشخاص، لأنه تواجد قبل تطوير منطقة المهندسين بشكلها الحالي.