حكاية أغنية «أنا والعذاب وهواك» .. عندما فوجئ عبدالوهاب بالمؤلف «السباعى»
بالصدفة البحتة ولدت الكثير من الأغاني، فكان هناك موقف ما أو إشارة لتولد الأغنية من رحم الصدفة، ومن هذه الأغاني أغنية "أنا والعذاب وهواك".
وفي تقرير نشرته مجلة "الكواكب" جاء فيه أن ذلك كان على بلاج الإسكندرية حينها كان عبد المنعم السباعي يقضي هناك إجازة الأسبوع حيث التقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب، والذي دعاه إلى تناول الغداء في بيته على شاطئ جليم، وعلى الرغم من الصداقة التي ربطت بينهما من قبل ولكن عبد الوهاب لم يكن يعرف أن السباعي من شعراء الأغاني.
وانطلق الراديو في تلك اللحظة يعلن عن تقديم أغنية "ياللي الهوى خالك" التي ألفها عبد المنعم السباعي ولحنها محمد الموجي وغناها عبد الحليم حافظ، وبدت الدهشة على ملامح عبد الوهاب وهو يستمع إلى اسم عبد المنعم السباعي كمؤلف للأغنية وسأله: "عبد المنعم السباعي مين؟"، وفي خجل قال السباعي:" أنا"، وعدا عبد الوهاب ليقول في دهشة: "مش معقول.. إنت بتألف أغاني؟"، وبنفس اللهجة قال عبد المنعم السباعي:" أحيانا".
وتوقف عبد الوهاب عن تناول الطعام وأخد ينصت للأغنية، حتى انتهت الأغنية تماما، وعاد عبد الوهاب يوجه حديثه لعبد المنعم السباعي: "طيب يا أخي ما عندكش حاجة من النوع ده عشاني؟"، وكان السباعي في هذه اللحظة يضع في جيبه ورقة صغيرة كتب فيها مطلع أغنية جديدة وظل يتظر مخيلته طوال وجوده في الاسكندرية حتى يكملها، وكان المطلع يقول..
أنا والعذاب وهواك... عايشين لبعضينا
آخرتها إيه وياك... ياللي انت ناسينا
وعندما قرأ عبد الوهاب هذا المطلع طلب من السباعي أن يكمل الأغنية، ولكن السباعي اضطر للعودة إلى القاهرة في اليوم التالي دون أن يكملها، ودار في رأسه الخوف من أن يكون عبد الوهاب قد أبدى إعجابه فعلا بمطلع الأغنية من قبيل المجاملة، ولكن عبد الوهاب اتصل به من الإسكندرية بالتليفون مرتين ليسأله عن الأغنية.
وعاد عبد الوهاب إلى القاهرة بعد ذلك بأسبوع وفي رأسه لحن أنا والعذاب وهواك، وطلب عبد المنعم السباعي تليفونيا وأسمعه اللحن عن طريق التليفون، واعترف السباعي بينه وبين نفسه بأن اللحن طمش بطال"، فلما استمع إليه لأول مرة مسجلا أصيب بذهول شديد، وعندما أفاق من ذهوله طبع قبلة على جهاز الراديو.