خاص| أول حوار مع «الطفل الباكي» بعد حلقة صعبة «أبكت مصر»
لم يتمالك كثيرون أنفسهم لدى مشاهدتهم الطفل «محمود ناصر عبدالرحيم» وهو ينهار باكياً في مقابلة تلفزيونية حكى فيها كيف تحجّر قلب والدته التي طردته من المنزل بعد وفاة والده من أجل الزواج.
أول حوار مع «الطفل الباكي»
تعاطف كبير ناله «الطفل الباكي» كما أطلق عليه إعلامياً، على مواقع التواصل الاجتماعي، التي استغرب روادها قسوة قلب أمه وأشقائها الذين طروده إلى الشارع.
«الدستور» التقت «محمود» بعد أن أودع داراً للرعاية حيث بدا أهدأ كثيراً مما كان عليه الحال في المقابلة التلفزيونية، وقال إنه يلقى رعاية نفسيّة وصحيّة في الدار وأنه بحال أفضل حالياً.
وقال «محمود» لـ«الدستور» إنه وصل إلى الدار في حالة إعياء وأجرى جراحة لاستئصال الزائدة الدودية، كما أجري له فحوصات خاصة بمرض ساقه، وأنه يخضع للعلاج حالياً.
وأعرب عن سعادته في الدار حالياً إذ يعامله أصدقاؤه فيها باعتباره أخاً لهم وقال إنه تحسّن نفسياً وجسدياً وينوي ممارسة حياته الطبيعية في الدار.
من جانبه، قال إيهاب جودة، رئيس مجلس إدارة مجمع «رعاية أطفال وكبار فاقدي الرعاية» في الشرقية، إنَّ الطفل محمود يتلقى الرعاية المطلوبة داخل الدار من وقت دخوله، ويلتف حوله العديد من الأطفال الذين يعتبرونه بمثابة أخاً لهم، لافتاً إلى الدعم المستمر من وزارة التضامن الاجتماعي لتقديم الخدمات اللازمة للطفل.
وأضاف «جودة» لـ«الدستور» أن الطفل محمود دخل إلى الدار في حالة إعياء شديدة وانهيار عصبي وصدمة وحالة نفسية سيئة، وبتوقيع الكشف عليه تبين أنه يحتاج إلى عملية استئصال الزائدة الدودية، وتم إجراء العملية له، وهو يتماثل للشفاء الآن.
كما تبين أنّه يعاني من مرض في مفصل الركبة ويحتاج لإجراء جراحة ولكن لن يستطيع إجرائها قبل إتمامه 16 عاماً.
وبعث «جودة» برسالة طمأنينة لكل مَن اهتم بقصة الطفل محمود، مؤكداً أنه يتلقى الرعاية النفسية والطبية اللازمة كما تلقى الدعم النفسي لتخطي الأزمة الصعبة التي يمر بها.
وأكد أن «محمود» سيعود إلى المدرسة بعد تماثله للشفاء ولن يتركه فريسة لليأس والإحباط.
وكان الطفل «محمود» البالغ من العمر 14 عاماً، قد توفي والده الذي كان يعيش معه، عقب انفصاله عن والدته، وتوفي الوالد منذ 7 سنوات، وعاش الطفل مع عمه، لكن أصيب العم بمرض السرطان، فأراد أن يسلّم الطفل إلى والدته لترعاه، فرفضت أن تتسلم طفلها، بسبب رفض زوج الأم الجديد أن يسكن الطفل معها.
وأصيب الطفل محمود بمرض في ساقه، وحاول العم التواصل مجددا مع الأم إلا أنها تمادت في الرفض، فطلب الطفل أن يتم تسليمه لخالته، ليستقر عندها فترة حتى يجد مكاناً يذهب إليه، وتسلمته الخالة، ثم قامت بتعذيبه ورمته في الشارع.