شيخ الطريقة الشاذلية بليبيا يكشف 5 حقائق تتعلق بالمذهب المالكي
كشف الدكتور محمد الأمين فركاش آمين وزارة الأوقاف الليبية وشيخ الطريقة الإدريسية الشاذلية، أن هناك خمسة حقائق تتعلن بالمذهب المالكى، قائلا إن الحقيقة الأولى هى أن المذهب المالكي كغيره من المذاهب الفقهية ينطلق أساسا من الكتاب والسنة، وهو كغيره يرى أن القرآن الكريم: “هو كلي هذه الشريعة الذي يتضمن كل قواعدها وأصولها وإن كان لا يشتمل على أكثر فروعها، والسنة هي التي فصلت هذه الفروع وأتمت بيان الكثير منها، ولم يكن لأحد أن يَفصل الشريعة عن هذين الأصلين لأنهما عمودها، والمرجع الذي يرجع إليه”.
وتابع "فركاش" عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" أن الحقيقة الثانية هى أن المذهب المالكي كغيره من المذاهب يقوم على مناهج وطرائق كان الأئمة يتخذونها للوصول إلى استخراج الأحكام التفصيلية من أدلتها الإجمالية بمعنى، كما أن أصحاب المذاهب هم الذين تكلموا في الأدلة التي هي الأصول وتكلموا في طرائق الاستدلال ومسالك الاستنباط، وردّ الواحد منهم على الآخر في حجية دليل أو حجية دليل آخر، وفي استقامة مسلك من مسالك الاستدلال وعدم استقامة غيره.
وأوضح، أن الحقيقة الثالثة هى أن وضوح هذه الأصول التي يقوم عليها كل مذهب من مذاهب الأئمة هي التي "قضت بأن يرتبط بهؤلاء الأئمة رجال من الفقهاء من بعدهم، يضافون إليهم ويحسبون عليهم مع أنهم مجتهدون مثلهم..."، كأبي يوسف ومحمد بالنسبة لأبي حنيفة، وابن القاسم وأشهب بالنسبة إلى مالك وآخرين بالنسبة للشافعي وأحمد. وما ذلك إلا لأن "المذهب ليس عبارة عن ارتباط تقليدي بمقتضاه يصير الفقهاء الذين ينتمون إلى مذهب أو يتبعونه مقلدين لإمام المذهب في الأحكام، ولكنه عبارة عن التزام لأصوله وتخريج فروع على تلك الأصول سواء أطابقت الفروع التي خرجها هو أم خالفتها.
اتفاق المذاهب ووحدتها
وأشار "فركاش" إلى أن الحقيقة الرابعة هى أن اتفاق المذاهب ووحدتها أواختلافها إنما يرجع إلى كونها متفقة في الأصول أو متخالفة في الأصول لا إلى المقالات الفرعية التي قد يختلف الفقيهان أو أكثر فيها
وأضاف، أن الحقيقة الخامسة هي أن المذهب المالكي كغيره من المذاهب الفقهية ينتمي من جهة أصول الفقه إلى مدرسة المتكلمين التي تضم المالكية والشافعية والحنابلة وينتمي من جهة الفقه إلى جماعة أهل السنة وأهل السنة كما حددهم الإمام ابن حزم هم: «الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث الذين لا يتعدونه، ولعل أهم ما يميز هذه المدرسة هو منهجها التركيبي الذي تسلكه في مقاربتها النصوص بمعنى أنه إذا كان الحنفية يعتمدون المنهج التحليلي في الوصول إلى الغرض أي ينطلقون من الخطاب الشرعي إلى العناصر المكونة له بحيث يردون الخطاب من زاوية الوضع إلى: العام، والخاص، والمشترك، والجمع المنكر، ومن زاوية الاستعمال إلى: الحقيقة والمجاز من جهة، والصريح والكناية من جهة أخرى، ومن زاوية الحمل إلى: واضح الدلالة وخفيها.
واستطرد: «أعني المحكم والمفسر، والنص والظاهر من جهة الوضوح. والخفي والمشكل والمجمل والمتشابه من جهة الخفاء، فإن الأصولي المتكلم لايعمد إلى تحليل الخطاب إلاليكون مطية لتوظيفه في منهجه التركيبي».
تحليل الخطاب
وتابع : لذلك نجده إذا حلل الخطاب من زاوية الحمل إلى: محكم ومتشابه أو إلى نص وظاهر من جهة، ومجمل ومؤول من جهة، وإلى أدلة عقلية ونقلية وإلى أصل وفرع، ومقاصد ووسائل، فإنما يقوم بذلك ليزاوج بين هذه العناصر، أي بين المحكم والمتشابه، وبين الظاهر والمؤول، وبين المجمل والمبين وبين النقل والعقل، والأصل والفرع وبين المقاصد والوسائل ليخرج بنتائج لو بقيت الدراسة قاصرة على النظر في كل عنصر على حدة ما كان ليصل إليها، هذا ورغم أن المذهب المالكي ينتمي إلى هذه المدرسة، مدرسة المتكلمين، بمعنى أن المرجعية التي تستند إليها هذه المدرسة هي عينها التي يستند إليها، والآليات التي تستعملها في الاستنباط هي عينها التي يستعملها المذهب المالكي .